حياة البادية والصحراء في شعر بن لحول

حياة البادية والصحراء
في شعر بن لحول

مجموعة حلقات نشرة في صحيفة حبان الثقافيه
بقلم /عبدربه هشله ناصر 
تقديم :
سبق وان قدمنا في ما مضى نبذه عن حياة الشاعر عبد الله علي بن لحول المصعبي وقلنا ان حياته مرت بمراحل عديدة حيث كانت كل مرحلة من هذه المراحل تؤثر في شعره بحيث نقدر القول ان كل مرحلة لها نمطها الشعري الخاص.
ومن هذه الحلقه سوف نتناول شعره وقصائده في الصحراء الباديه وهي من القصائد العاطفيه وسوف نلاحظ عشقه لحياة الصحراء والباديه وذكرياته الجميله فيها 0
واحب ان اشير بانني لم اتمكن من جمع كل ماقاله الشاعر من قصائد ولهذا لم امر الاعلى بعضها وليعذرني القارئ العزيز اذا هناك أي تقصير في اسلوب الكتابه او الشرح لكونني لست اديبا او متخصصا في الشعروالادب ولاصحفيا وانما مجتهدا واحب ان اقدم للاخرين ماعندي
حياة الباديه والصحراء
=============
لقد عاش الشاعر كما اسلفنا الذكر حياة الباديه وحبها حبا شديدا وتغنى بها في كثير من قصائده وتركت تلك الحقبه الزمنيه التي عاشها اثرا كبيرا في نفسه وفي وجدانه ولانقدر على استعراض كل ابياته الشعريه التي تتحدث عنها وسوف نستعرض البعض منها :
انا حب شوف البدو واعجب على الرعيان== واحب الضباء سود العيون الخلاويه[1]
وفي بعض قصائده يذكر بعض المواقع بالاسم حيث يقول :
كريم العطاء يالايم البارق السهلي== خزينك ملى وايدك من الرزق مليانه
نظرته ونا جالس طرف حد متعلي== لعلة على الريان يسقي لبدوانه
حبيت البداوه حب ماحبها مثلي== محبه طرحها الله في القلب سبحانه
عرفت البداوه انا وبو قلب متسلي== وصيد المهاء مانخرج الاعلى شانه
وفي هذه الابيات يقول :
سرحنا مع اهل البل رعاة القطيع السود[2]== عيال القبائل معدن العز والجوده
سرحنا[3] الضحى يوم ارتوينا حليب الذود== مع شقتا[4] مابين عرقين ممدوده
ولازال يتغنى بالرعيان والبوش :
يعجب فؤادي يوم اخذ في ابلهم نظره == وساعة مع الرعيان نستني احزاني
يسقون بوشا[5] يعجب القلب من كثره== مصدر[6] على الرمله قفا شربه الهاني
عيال البداوه شلوا الصيت[7] والشهره== ويمسوا مساء لنمار والذيب سرحاني
ويصف الشاعر في الابيات التاليه بعض عادات اهل الباديه حيث يقول :
قال بن لحول شفت عادات العرب في الباديه== حيت بنا واستقبلتنا للضيافه راعيه
في خبت ماشاهدت فيه الا المواشي ضاويه == واستر حالي من منازلهم وشفت العافيه
فتيانهم تسمر على ضاو النجوم الساريه == نسماته العاطر تغذيهم بصحه شافيه
بين الغنم والبل قضينا نوم ليلة هاديه== واصواتها احلى من مسجلنا وصوت الراديه
وهنا يؤكد حبه للباديه :
نحمد الله ذي في البر[8] قضي زماني == مااعجب الابشوف البر حيده[9] وطينه
والشجر فوقه القمري يسج المغاني== والصبايا يلوحن بالثياب الثمينه
وهنا يعلن تعلقه واشتياقه لحياة الباديه
هيا بنا ننظر بلد حيث حبيت == اسقاه ربي من مزون الرعودي
ما منه اتخلى ولا انته تخليت== مرعى الضباء البيضاء ولعيان سودي
ماحلى مقاييل[10] الفيافي[11] ولا امسيت== منها تغذينا نسيم البرودي
كم ليلة يالنجم فيها تقديت[12]== مع الشقاق الواسعه والنفودي
وهنا في الابيات التاليه يحدد الفرق بين الباديه والمدينه :
هواء خاطري من حيث ماشاهد البراق== انا من هواة البر واعجب بعشاقه
فرق في المدن واهل البوادي كثير افراق== تقوله عيوني ذي في البر مشتاقه
في البر مهذر للضباء صافية لعناق== ضباء تقطف اغصان احسن رعي واوراقه
وفي الأبيات التالية يتمنى الشاعر العوده للباديه واللقاء بمن يهواهم ويحبهم :
عسى الله بالعوده ونظفر[13]== بلقياء ذي لهم لشواق حيه
يذكرني بهم براق يظهر== من القبله[14] بناوه[15] معتليه
وتسقى ياوطن للذود مهذر[16]== مراعي ذود ليلى العامريه
وفي الابيات التاليه يتحدث عن زيارته الى الصحراء والهدف من هذه الزياره :
وسط شقة الشعبه لقينا المليح الزين == على موتر ادتسن[17] يلعب دركسونه
وقفنا نبا نسال وقالوا منين== ومن من العربان في البر تبغونه
وقلنا لنا صدقان من شوفهم مبطين[18] == ولابعد نعرف دارهم ذي يحلونه
وقالوا ارحبوا لاعندنا ناعم الخدين== طبع العرب لاالضيف جاهم يعزونه
وعندما اجبرته الظروف على ترك الصحراء والبعد عنها نختار الابيا ت التاليه من قصيده طويله :
رمانا القدر لما وصلنا طرف عمان[19] == في اقصى شمال المملكه جنب عماني
سقاء الله بلاد الشارقه من مطر لمزان== من اسفل شروره لاسباء وارض نجراني
ورغوان وارض الجوف والبقع والريان[20]== عساها تغذيها سحب رعد حناني
بلاد المراعي وسطها ملتقى البدوان== وطرشان من كل القبل قوم شجعاني
بداوين ذكراهم على خاطري الى الان== ولا البعد من ذكر المحبين نساني
ولاانسى خيمهم في المراعي ولا الرعيان== ولا انسى زيارتهم مع بعض صدقاني
إما عن ذكراه في صحراء شروره يقول الشاعر
زمان الهناء ريتك تعود لنا ياريت== ولكن عسى النفس تظفر بأمانيها
ولو تنفع التمنية لراعي الهواء أتمنيت == لصحراء شروره بأغزر مزن يسقيها
وترجع لها بدوانها لوله باريت== ورعيانها ترجع تردد مغانيها
ونرجع نبني في الهواء كل ماهديت== مباني هواء صافي نطول مبانيها
ويصف الشاعر تلك الأيام والليالي الجميلة التي قضاها في البادية :
عشنا ليالي جميله فيها الهناء والسرور== احلى ليالي نويره ايامها ايام نور
خذنا بحبل المحبه بين الحبايب شهور== نمرح ولطيارتمرح فوق الشجر والخطور
نتخايل ان المراعي جنات خضراء وحور== في كل موقع نحصل غزلان ظمر الخصور
واتغير الوقت لول مدري متى بايدور== وترجع احباب طارت منا مطار النسور
عشنا بظل الخضائراعوام مرت جبور[21] == وفي بحور المحبه سينا جماعه جسور
اثنين نجزع عليها والباقيه للعبور
وهنا يؤكد الشاعر تمسكه بحياة الباديه والرفض القاطع للبقاء في المدينه الاان الظروف اجبرته على الرحيل ويعبر في هذه الابيات عن تمسكه بالباديه :
انا عادني بدوي ولساع ماترقيت == ولاعل من عنده بصر بايرقيني
دخلت المدينه للترقي وسينا بيت== لكن طبوع الباديه عادها فيني
ولافاد مدخال المدينه ولو حليت == اذا ما حصل مرشد وقارئ يقريني
ولالي بها خاطر ولاوسطها اتربيت== ولكن طموع النفس في الرزق تغريني
في الباديه داري ولاغيرها حبيت== ولاغيرها يعجب فؤادي ويرضيني
ويعلن تمسكه بالصحراء في الابيات التاليه :
ولا ابغى في الصحراء بدل خيرت الوديان== ولوبا يسو لي مصر فيها ولبناني
ولوبايسوا لي ديرة الروس وامريكان== وديرة فرنسا كلها والبريطاني
فلاريد غيرك يابلد مهذر الغزلان== رقاق الخصور الضامره كحل لعياني


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مساجلة شعريه بين الامام أحمد بن يحيى حميد الدين والشيخ علي ناصر القردعي

على شاطي الـوادي نظـرت حمامـة الشاعر/ يزيد بن معاوية

حبوب حبوب لاتغضـــــــب الشاعر / احمد عبدربه العواضي