شاهدعلى ملاحم النضال المشترك ومقاومة الاحتلال: العميد احمد علي محسن: بريطانيا وحاكم بيحان كانا أول من طعن ثورة سبتمبر في بدايتها


شاهدعلى ملاحم النضال المشترك ومقاومة الاحتلال: العميد احمد علي محسن: بريطانيا وحاكم بيحان كانا أول من طعن ثورة سبتمبر في بدايتها

صحيفة 26سبتمبر
في الجزء الثالث من ندوة «الثورة اليمنية.. الانطلاق، التطور وآفاق المستقبل» بعنوان:«واحدية الثورة في مقاومة الاحتلال ونيل الاستقلال» التي نظمتها دائرة التوجيه المعنوي وصحيفة«26 سبتمبر» قدم الأخ العميد أحمد علي محسن محافظ المحويت ورقة عمل تضمنت شهادته عن الأوضاع التي كانت سائدة في مدينة حريب وإمارة بيحان في الأيام الأولى لثورة 26سبتمبر والنضال المشترك بين أبناء الشعب اليمني لمواجهة التحديات والمؤامرات التي تعرضت لها ومقاومة الاحتلال في منطقة بيحان والجبهات الوطنية التي تم تشكيلها حتى تحقق الانتصار للثورة اليمنية وجلاء الاستعمار.
>
يقول العميد أحمد علي محسن:
العميد أحمد علي محسن
في البداية لا بد من اعطاء لمحة عن الوضع في الاسبوع الاول من بداية ثورة 26 سبتمبر 1962م في مدينة حريب. هذه المدينة الآهلة بالسكان و التجارة وتعتبر اقرب النقاط أثناء التشطير الى امارة بيحان آنذاك.
فقد كان الوضع هادئاً في هذه المدينة الذي لا يفصل بيننا و بينها سوى أقل من كيلومتر واحد ونحن في الجزء الجنوبي ضمن إمــارة بيحـــان (وادي عين ) و الناس والحامية في المدينة تجاوبوا تجاوباً منقطع النظير مع الثورة ولم يحصل أي شئ في تلك الايام القليلة عدا أن عامل الامام في المدينة عندما شعر بتأييد الحامية العسكرية و المواطنين انسحب الى عين ثم الى إمارة بيحان و معه بعض معاونيه و هم قلة.
في نفس الاسبوع وصل الى امارة بيحان مجموعة من البريطانيين بصورة علنية وواضحة و عقدوا اجتماعات مع حاكم بيحان الشريف حسين الهبيلي و ابنه الامير صالح ومنهم من عاد الى عدن و منهم من مكث في امارة بيحان و خلال 48 ساعة من عودتهم الى عدن وصلت كميات من الاسلحة الخفيفة والمتوسطة و الذخائر نقلتها طائرات نقل عسكرية بريطانية مع عدد من سيارات الجيب نوع (لندروفر) حجم صغير ووصلت الى منطقة ( الشقة ) الواقعة جنوب غرب عسيلان. التى نزلت فيها الطائرات بكل سهولة. كانت البداية نوع من التستر لنزول هذه الطائرات في هذا المكان بالذات لأن ما تحمله من الاسلحة الخفيفة و المتوسطة والسيارات الجديدة تعتبر جديدة على المنطقة ولأن المكان قريب من مسقط رأس حاكم بيحان الشريف الهبيلي(النقوب).
هذا ما بدا واستمر بصورة متدفقة. الجانب الثاني اضافة الى عامل القرب الجغرافي كون حاكم بيحان كان على صلة وعلاقة بالكثير من الشخصيات في المنطقة الشرقية نتيجة لهروب الكثير منهم في الانتفاضات السابقة في حكم المملكة المتوكلية على فترات متتابعة بل ان البعض من هؤلاء الشخصيات سكن في النقوب حتى قيام الثورة و البعض عاد الى صنعاء نتيجة لبعض التصالح مع النظام آنذاك أي ان حاكم امارة بيحان كان من أذكى الشخصيات في امارات الجنوب حينها.
وزاده نفوذاً علاقته بهذه الشخصيات التى ربطت علاقات معه منذ وقت طويل فكان من السهل دعوتهم فما هي الا بضعة ايام حتى وصلت الكثير من الشخصيات التى استدعيت بطرق مختلفة من المناطق الشرقية الى الامارة و عقد اجتماع عاجل وتوجهوا بعد الاجتماع كل الى جهته التي حددت له على سبيل المثال:
تم احضار احد الأمراء و يدعى الحسن ابن الحسن من عدن الى امارة بيحان وطلب نقله الى مدينة حريب هذه المدينة التي لا تستطيع ان تحتمل هذا التآمر الذي يطبخ في امارة بيحان وعقب وصوله الى المدينة مكث مفروضاً على المدينة واهلها بنفوذ الهبيلي وبريطانيا والمال الضخم والاسلحة ( نسيت ان اذكر في هذه العجالة بأنه الى جانب الاسلحة والسيارات التى وصلت هناك كمية صناديق تحتوي على مبالغ مالية من ( الريال الماريا تريزا ) وهي العملة التي كانت تتعامل بها اليمن. نتج عن هذه التحركات و التجهيزات والتآمر ما حصل في مأرب عندما قتل الشهيدعلي عبدالمغني وآخرين عندما كان في طريقه لإنقاذ حامية مارب ومقتل الشهيد الاحمدي في ابلح على مشارف مدينه حريب عندما كان متوجهاً الى هذه المدينه لانقاذها من التآمر وكان القتلة ممن حضروا الاجتماع في امارة بيحان والكل يعرفهم ولا داعي للتفنيد.
فقد كان جيش الاحمدي في طريقه الى حريب مكوناً من قبائل: التيوس- الظهرة قيفة- المجانحة- والبعض القليل من قبيلة مراد و لم يكن معه قوة تحميه وقد غدر به نتيجة للتواطؤ من بعض المتآمرين النافذين في الجيش القبلي الذي معه
مجموعة الجمهوريين
وبعد ان قتل الاحمدي. ومنطقتنا على مقربة من مكان الحادث. استطاع نفرمن المؤيدين للثورة الانسحاب الى الوراء حتى و صلوا الى منطقة (العبدية) وتجمعوا في ذلك المكان ووصل اليهم من صنعاء الشيخ احمد عبد ربه العواضي وكون مجموعة سميت مجموعة الجمهوريين و بعد فترة و جيزة انتقل من العبدية الى ابلح وتمركز في منطقة عراش مع مجموعة من مختلف القبائل و اغلبهم تجمعوا مع الشيخ العواضي ومنهم الكثير من ابناء بيحان ومن آل الواحدي و باكازم ولان فترة البقاء طالت في منطقة عراش الواقعة 12 كم جنوب حريب وكون الاتصالات اليومية كانت شبه مقطوعة بين مجموعة الجمهوريين وصنعاء تم ارسال الاستاذ محمد عبده نعمان من صنعاء الى العبدية وشكل همزة وصل بين الجمهوريين المقاتلين وصنعاء وبدأ يرسل المقاتلين الى عراش وبعض الامكانيات القليلة المتمثلة في الذخيرة والمواد الغذائية التي يتم احضارها من صنعاء وظلت الحالة على هذا المنوال فترة طويلة.
وعندما شعرت بريطانيا بتجمع الجمهوريين على مشارف حريب والتي اصبحت راس حربة للتآمر ومقراً لتجمع المرتزقة بدأت بارسال قوة عسكرية الى امارة بيحان بل ودفعتها الى وادي عين وهي عبارة عن مئات من افراد جيش الليوي واربع بطاريات مدفعية بريطانية وتمركزت في شعب مقبل وذلك مقابل القوة الجمهورية التي في عراش وبعدالصدمة التى تعرض لها كل وطني والتي احبطت كل الوطنيين آنذاك بدات الاتصالات مع العواضي ومجموعته وكان الغرض من الاتصال هي ان يصمد و يثبت في مواقعه رغم ان الاتصالات اليومية قبل وصول الاستاذ محمدعبده نعمان من صنعاء كانت معدومة واذكر ان كثيراً من العناصر في جيش الليوي كان يدفع ببقاء هذه القوة بل وصل الحد الى استعدادهم الى ارسال بعض الذخائر الخفيفة الى منطقة عراش حيث تتمركزالقوة وعندما تسربت بعض المعلومات حول هذه الاتصالات صدرت الاوامر الى الجيش بضرب عراش بالمدفعية وكانت المنطقه متقاربه وتم الضرب وكان الضرب بمدافع الهاون التي لم تؤثر على الجمهوريين اما بطاريات المدفعية والتي كان يقوم بالمسح لها بريطانيون فقد كانت اصاباتها مؤثرة.
ونتيجة لذلك تم ترتيب هجوم على بطاريات المدفعية في منطقة (التمرة في مقبل) من قبل مجموعة مختلفة من الجنوبيين الذين انتقلوا الى العبدية و من الاخوة الجمهوريين وكانت معركة عنيفة استشهد على اثرها الشهيد علي صالح شاجرة العياشي واحمد محمد الملجمي الاول جنوبي والثاني شمالي وهذا دليل على بداية التحام الثورة على مستوى الساحة اليمنية حيثما وجد من يدعمها و بالمقابل قتل بعض الجنود البريطانيين و اصيبوا.
وهذه المعركة وهذه التسربات في الاتصالات مع الثورة جعل البريطانيين يسحبون البطاريات من مقبل الخلف وكنت أمثل وهمزة الوصل في هذه الاتصالات لانني كنت مسؤولاً عن احضار الجمال لنقل هؤلاء العساكر و قد استعنت بشخصين ينقلوا الرسائل الى الشيخ العواضي وهم: عيظة ناجع صاحب شقير وعلى احمدناصر ابن صوفي و هذا الاخير ما زال على قيد الحياة.واقول بكل صدق وأمانة حسبما اذكر بان الاتصالات ظلت مستمرة حتى دخلت الثورة الى مدينة حريب بعد بعض المعارك التي حصلت في الطريق بين عراش وحريب التي استشهد فيها بعض الجمهوريين ودخلوا الى حريب رافعين علم الجمهورية العربية اليمنية.
ما أريد ان اقوله في هذه المقدمة بأن بريطانيا وانطلاقاً من المستعمرة في عدن اضافة الى عداء حاكم بيحان لكل ما ينتمي الى الثورة كانا اول من طعن الثورة في الاسبوع الاول قبل ان يحصل اي استفزاز من الثورة اوالتدخل من اية دولة اخرى وكأن بريطانيا كانت على موعد للتدخل في هذا الوقت ونقلت جميع الاسلحة والامكانيات والدليل على ذلك سرعة ارسالها للذخائر والاسلحة والامكانيات لاجهاض اية محاولة للثورة في المنطقة الشرقية وذلك ليسهل عليها مد التآمر الى مشارف صنعاء و اجهاض الثورة قبل ان يقوى عودها في المنطقة.
مخاوف الأمير
وقد نقل الباحث الامريكي جون وليامز آل جود في اطروحة الدكتوراه التي قدمها الى جامعة تكساس عام 1992م بعنوان سنوات بريطانيا العشر الاخيرة في الجنوب العربي وترجم المركز العربي للدراسات الاستراتيجية اجزاءاً منها في الفصل
السابع نص محادثة جرت في 29 اغسطس 1963م بين امير بيحان ونيجل فيشر وزير الدولة لشؤون المستعمرات عبر خلالها الامير عن مخاوف كبيرة وشكوك تجاه امكانية صمود الاتحاد الفيدرالي امام هجمات انصار الجمهورية في المحميات وأشار الباحث الى ذكاء امير بيحان.
لقد اخترت هذه الكلمات الصادقة وهي رؤوس اقلام مما حصل لأن كثيراً من الكتاب الذين تناولوا بداية ثورة 26 سبتمبر لم يذكروا باستفاضة ما حصل في امارة بيحان وان بريطانيا وحاكم بيحان كانا الحربة الاولى التي وجهت الطعنة للثورة اليمنية.
عندما سقطت مدينة حريب في أيدي المتآمرين الذين عقدوا الصفقة في بيحان في الاسابيع الأولى للثورة واصبحت قاعده للتآمر على الثورة تستقبل السلاح والذخائر والفلوس والسيارات من بريطانيا و تنقلها الى اماكن متعددة في المناطق الشرقية على المرتزقة.
انتقلت مئات الاسر من اهل مدينة حريب الى وادي عين مسقط رأس الشاهد ولم يبق الا المرتزقة يتحركون فيها و يتآمرون ضد الجمهورية.
وبعد لجوء مواطني حريب الى عين توزعوا على الاسر بكل ترحاب و ذلك لعدةاسباب منها:
أولاً: المنطقة واحدة.
ثانياً: ان هؤلاء الناس كانوا مناصرين للثورة في صنعاء وقد استقبلوا لدى المواطنين في عين بكل ترحاب و ظلوا في عين فترة طويلة جداً ومنهم كثير من الشباب المناضلين الذين كانوا ضمن الخلايا التي سوف نورد تفاصيل عنها لاحقاً...
وكون الجمهوريون قدانتصروا بدخولهم مدينة حريب عن طريق العبدية- أبلح وطردوا فلول الملكيين منها وتم رفع راية الجمهورية العربية اليمنية على الدور الرسمية والشعبية عاد الكثير من الاسر من منطقة عين الى مساكنهم في حريب مستقبلين قوات الجمهورية المحرره بكل ترحاب والتي نظفت المدينة الاستراتيجية آنذاك من فلول الملكيين وقد استقبلهم في المدينة العواضي والاستاذ/ محمد عبده نعمان بعد دخولهم منتصرين رافعي راية الثورة اليمنية.
تشكيل خلايا المقاومة
وفي اثناء وجود بعض هؤلاء الشباب المناضلين في عين واحتكاكنا بهم كان لابد من تشكيل خلايا سرية لمواجهة اعداء الثورة في امارة بيحان و منطقة عين والتي انتقلت قوى الملكيين بعد تحرير حريب اليها وكان هؤلاء الشباب من مدينة حريب تربطهم علاقات تجارية وسياسية ببعض الثوار في صنعاء...
وقد بدأ تشكيل خلية عين في غاية السرية نتيجة لقوة نفوذ امير بيحان وذكائه وكانت على النحو التالي:
الشهيد احمد محمد الدفيعة- من الاقرح وادي عين، الشهيد سعيد عبدالله العولقي من عطوة وادي عين، محمد داوود الشاجري من مدينة حريب ، الاستاذ عبدالقادر احمد الحبشي مدير مدارس وادي عين، عبد الرزاق مهدي تاجر من حريب، عوض عبدالله المصري من مدينة حريب، عبد الله عمر الدفيعة الغانمي- من الاقرح وادي عين، احمد على محسن من وادي عين
هذه الخلية كانت خلية قيادية يرأسها الشهيد احمد محمد الدفيعة انبثقت عن هذه الخلية خلايا صغيرة بعد فترة اختبار لا تقل عن ستة اشهر من ضمن اعضائها
الخلية الاولى:
احمد صالح شاجره من الامن شقيق الشهيد مقبل، علي زبن الله الواقزي الاحول من الامن، علي السوادي من الامن، مساعد علي مقبل من تمرة، صالح علي برقوص من تمرة، محمد احمد صالح مقبل من تمرة، الشهيد احمد علي هشلة من الحجب، صالح شولان الاسلمي من عطوة
الخلية الثانية:
1-
عبدالله الوهبي الاسلمي من عطوة، محمد عبد الله بن على الفقير، الشهيد حسين علي بن هشلة، المساعد الصحي صالح عبد الله الاحول، عبدالله على احمد الاحول، الشهيد احمد ناصر حسين
وكانت هذه خلايا من عناصر مستقلة وغير منظمة في الجبهة القومية وان لم يكن مستبعدا وجود خلايا منظمة لها.
وفي عسيلان شكلت خلية سرية قيادية عرفت منها في وقت لاحق:
صالح ناصران، علي بن ناصر حصيان، احمد الرمادي، حسين الهقل، علي الطيارة الحارثي، الشهيد حيدر بن علي بن منصر و آخرين..
خلية بيحان- القصاب:
عرفت منها: الشهيد احمد عبد القادر سيف، الشهيد عبد القادر بن عبدالقادر سيف، الشهيد علي عبد الرب لصور من قوات الأمن اشارة، محمد عبد القادر الرملي، صالح احمد الفاطمي، عبد القادر محمد جبر، عبد العزيزمحمد الباكري،علي حسين الزهماء، مبارك حسين الزعبة، محمد قاسم احمد الفقير، صالح محمد مطهر و آخرين لا اعرفهم
بعد اكتمال هذه الخلايا كان لسجن بعض افرادها و منهم كاتب هذه السطور بين فترة واخرى من قبل امير بيحان الهبيلي و لم يلبثوا سوى فترة بسيطة حتى يتم اطلاقهم بعدها لعدم اختراق الخلايا. وظلت هذه الخلايا الثلاث على ارتباط مستمر فيما بينها.
بداية العمل العسكري
خلية عين: يقوم رئيسها الشهيد الدفيعة بالتنسيق مع خلية بيحان وعسيلان بينما أعضاؤها الآخرون لايعرفون شيئاً وقد تم إحضار بعض الأسلحة منها المتفجرات و( تي. إن. تي) وألغام مضادة للأفراد وقنابل يدوية من صنعاء أو من مأرب حيث حملت على جملين بمساعدة أحد الأشخاص من قبائل آل عقيل في حريب.
اورد الباحث الامريكي جون وليامز ال جود في بداية الفصل الثامن نقلاً عن برقيه ارسلها تريف سكس المندوب السامي في عدن الى ساندس وزير المستعمرات حينذاك بتاريخ 13ديسمبر 1963م ان قنابل يدوية من ذات النوع الذي رمي عليه في خور مكسر يجري تهريبها عبر الحدود اليمنية الى اراضي الاتحاد.
الجمل الأول وصل إلى مدينة حريب ونقل حمولته العضو عبدالرزاق مهدي إلى الأقرح في منطقة عين على سيارة وسلمه للشهيد الدفيعه رئيس الخلية وبدأ تدريب بعض أفراد الخلية وكنت أنا منهم وذلك على استعمال هذه الأسلحة الغريبة آنذاك.
والجمل الثاني نقل إلى بيحان عسيلان ومعه أحد أعضاء خلية عسيلان الذي وشي بزملائه نتيجة لاتفاق بينه وبين نائب أمير بيحان الذي سوف نورد تفاصيله وتم تخزين هذه الكمية في بيحان عسيلان ( جو جعيره) بمعرفته وهو يعرف أفراد الخلية في عسيلان كاملة ويعرف الدفيعه من مجموعة عين فقط.
وكان التنسيق قد تم بينه وبين نائب أمير بيحان حتى وصول هذه الكميات وفي الوقت المحدد تحركت قوة إلى عسيلان وقبض عليه للتمويه وكأنه ضغط عليه وقادهم إلى مكان الأسلحة التي هي عبارة عن (ألغام- متفجرات- قنابل) وكان الدفيعه يتواجد في بيحان فتم القبض عليه فوراً ومن حسن حظنا بأن أحد عمال الإشارة في وادي عين وهو عضو في خلية بيحان ألتقط الخبر عن طريق الأجهزة وأبلغ العضو عبدالله عمر الدفعيه بما حصل ولأن عبدالله عمر يعرف بكمية الأسلحة ومكان إخفائها تحرك فوراً ونقلها مع اثنتين من النساء ومازالوا جميعاً على قيد الحياة ونقلها إلى مكان آمن وما هي إلا ساعات قليلة حتى وصلت قوة من بيحان مفاجأة إلى الأقرح وقامت بالتفتيش إلا أن الكمية كانت قد أخفيت وعادوا إلى بيحان خائبين.
تم تعذيب الشهيد الدفعية تعذيباً قاسياً كونهم متأكدين من صحة المعلومات ولم يدل باسم أي شخص من خلية عين أو المتعاونين أو السلاح وكل المواطنين يعرفون التعذيب الذي تعرض له من قبل أمير بيحان.
ثم نقلوه إلى رأس مربط في عدن لمزيد من التعذيب بعد أن اعتقلوا جميع أعضاء خلية عسيلان ونقلوا العضو الخائن معه بغرض التمويه وحتى يعود إلى صنعاء لمزيد من العمالة.
وفي أثناء نقلهم من مطار عدن إلى سجن رأس مربط قفز العضو المشار إليه من السيارة وهرب وكأنه يشكل بطولة خارقة انتهت هذه الرواية ولكن كيف عرفت بهذه التفاصيل، عندما أسقطنا إمارة بيحان وتم الاستيلاء على الوثائق وجدنا صوراً من عدد ضخم من المذكرات بقلم سكرتير إمارة بيحان السيد عبدالله المؤيد مرسلة إلى أمير بيحان الذي كان يومها في أوروبا

يوضح فيها كل تفاصيل الصفقة التي عقدت مع ذلك العضو من الألف إلى الياء وتفاصيل أخرى لا أذكرها لأن الوثيقة انتقلت من شخص إلى آخر واستقرت لدى صالح ناصران كونه أكثرمن تعرض مع الدفعية للتعذيب.
وفي عين تم القبض على الشهيد سعيد عبدالله العولقي للشك في نشاطه الوطني وأحمد طاسان الشريفي وظلا مسجونين مع آخرين وكانوا يتعقبون علاقتهم مع الدفيعة خارج الخلية ولكنهم لم يكونوا في الخلية عدا العولقي.
عمليات فدائية
وعلى الرغم مما تعرضت له خلية عسيلان من خيانة وقبض على أفرادها جميعاً على الشهيد أحمد الدفيعه رئيس خلية عين إلا أن العمليات العسكرية استمرت من قبل خليتي عين وبيحان فقد ترأست أنا خلية عين وظلت الخلية مكتملة بكل أعضائها وقد تم القيام بعمليات عسكرية عديدة أذكر منها:
>
تفجير عشرات القنابل على مقرات الحاكم العسكري في عين وقام بتنفيذ جزء منها:
محمد عبدالله العوذلي عامل لا سلكي في عين، علي عبدالله الأصور أحد أعضاء خلية بيحان وهو عامل لاسلكي أيضاً،ومحمد عبدالقادر الرملي عامل لا سلكي -آنذاك-وأحمد صالح شاجرة وأحمد علي محسن وعلي محسن الأحمر الاحمري من مقبل الشمال.
>
القيام بعملية نوعية ضد المرتزقة وهم من منطقة رداع الذين قاموا بخطف المذيع عبدالرحمن دينيش والذي كان خطابه الإعلامي مركزاً على شريف بيحان فعند عودة هؤلاء المرتزقة من بيحان بعد استلام الجائزة تعرضوا لإلقاء قنبلة عليهم في منزل شخص يدعى جابر العطير في منطقة الحجب وادي عين إلا أن أحداً منهم لم يمت.
>
إلقاء قنبلة على سينما معسكر بيحان التي كان يرتادها البريطانيون وانفجرت ونتج عنها مقتل ستة بريطانيين وإصابة آخرين وكان لهذا الحدث أثره الكبير وانتشر على العالم حيث أذيع من إذاعة لندن والقاهرة وإذاعات أخرى وأشير بأن هذه القنبلة سلمت لأحد العناصر الوطنية في جيش الليوي وأذكر أن اسمه الحداد صف ضابط وذلك من قبل الشهيد أحمد الدفعيه قبل إلقاء القبض عليه.
>
قنبلة سلمت لعبد القادر الزهماء وفجرت في بيحان.
>
قنبلة سلمت للأستاذ عبدالقادرالحبشي وعن طريقه سلمت لعنصر من الحرجة وتم تفجيرها.
>
قام العضو القيادي في خلية بيحان عبدالعزيز محمد الباكري بمحاولة وضع لغم فردي لمكتب حاكم بيحان إلا أن اللغم انفجر أثناء المحاولة ونتج عنه بتر يدي العضو وإصابة أحد عينيه وما زال على قيد الحياة والآثار ظاهرة عليه وقد سهل له الدخول إلى مكتب الحاكم نتيجة للعلاقة الأسرية التي تربطه به ولم يدل بأية معلومات عن زملائه في الخلية بعد الحادث.
>
سلمت قنبلة يدوية لأحد العناصر الوطنية في جيش الليوي في معسكر عين وقذفها في السينما التي يرتادها البريطانيون خاصة وقتل عدد منهم وأصيب آخرون وهذا الحدث أيضاً تناقلته وكالات الأنباء حينها منها إذاعة لندن والقاهرة.
>
قنبلة تم تفجيرها في منزل حاكم العلياء من قبل صالح محمد مطهر اثناء ماكان الحاكم في اجتماع مع المندوبين الساميين واحد وزراء حكومة الاتحاد.
>
نسف جزء من مقر حاكم وادي عين بالديناميت (تي. إن. تي) قام بها كاتب هذه السطور وهو أحد أعضاء خلية عين.
ونتيجة لاستمرار الانفجارات التي ألقيت على مقرات حاكم عين ولعدم اكتشاف المنفذين صدرت أوامر بمنع التجول من بعد صلاة المغرب إلى صباح اليوم التالي، كما تم حجز كل العناصر الذين يحملون السلاح في القرية سواء كانوا في الحرس الأميري أو الحرس الخاص الذي شكل لمقاومة الثورة وكذلك حجز البعض من القرية ولم يبق إلاَّ الأطفال والنساء حيث تم حجز ما يقارب خمسين شخصاً من القرية ونقلهم إلى بيحان ووضع البعض منهم في السجن والبعض الآخر توقفوا في الإمارة ببيحان التي يفصل بينها وبين منطقة عين 25 كيلو متر.
ونتيجة لأن بعض أفراد خلية عين لم يكونوا من الحجب ولم يعتقلوا ضمن المعتقلين فقد ظلوا يواصلون عملهم مع الأعضاء من حريب وكان مهمتهم نقل القنابل من حريب إلى بيحان وتسليمها لبعض العناصر من خلية بيحان أو العناصر الوطنية من جيش الليوي الذي تم التنسيق معهم.

دور القطاع الطلابي
مثل القطاع الطلابي عنصراً اساسياً في تركيبة النسيج الاجتماعي للشعب اليمني سواء في شمال الوطن او جنوبه , وبمثل ماكان للحركة الطلابية دوراً حيوياً وفعالاً في تأجيج مشاعر الشعب والتهيئة لقيام الثورة المجيدة 26 سبتمبر وسقوط النظام الامامي الى الابد في شمال الوطن كان هناك دوراً حيوياً للقطاع الطلابي في جنوب الوطن على مستوى مدينة عدن الباسلة وبقية مناطق جنوب الوطن الاخرى ساعدت جنباً الى جنب مع العمل الفدائي البطولي والرفض الشعبي العام للاحتلال وكان لمنطقة بيحان دور مشهود في ذلك يعرفه الكثيرون لاسباب عدة منها:
تواصل المنطقه بحدود شمال الوطن وخاصه مدينة حريب والبيضاء التي شهدت معارك ضارية للدفاع عن الثورة والجمهورية
ــ كون بيحان كانت منطلقاً لكثير من نشاطات الملكيين المعاديين للثورة وغيرهم من المرتزقة في ذلك الحين
ــ وجود ارتباطات وعلاقات قديمة لاعداد كبيرة من انصار النظام الامامي في المنطقة مما ساعد على الانتقال بسهولة من والى هذا المنطقة
ــ الاغراءات الكبيرة التي كانت تعرض من قبل اعداء النظام الجمهوري
لهذه الاسباب وغيرها كان لبعض الشخصيات من ابناء المنطقة سواء من المثقفين او ابناء القبائل دوراً ايجابياً ومحرضاً ومشجعاً مما دفع بعدد كبير من طلاب المدارس الابتدائية والاعدادية حين ذاك للخروج في مظاهرات من وقت لآخر للتنديد بنشاطات المرتزقة ضد ثورة 26 سبتمبر وتأييد لانطلاقة ثورة 14 اكتوبر من ردفان وكانت السلطات في ذلك الوقت تقوم باعتقال الطلاب بين فترة واخرى ولا تفرج عنهم الا بضمانات من اسرهم لعدم تكرار ذلك او الاستماع والانصياع لعدد من المحرضين من الشخصيات الاجتماعية والوطنية في المنطقة التي كانت تعيش حالة من الفوران والثورة على الاستعمار وعملائه وفي اوائل عام 1966م كان هناك تجمعاً كبيراً في منطقة بيحان من الافراد والعتاد للمرتزقه الذين كانوا يعدون العدة لهجوم كبير على مدينة حريب وما جاورها مما دعا طلاب المدرسة الاعدادية في مدينة العلياء للقيام بمظاهرات وهتافات على طول منطقة وادي بيحان وقد قوبلت هذه المظاهرات برد عنيف من قبل الشرطة المحلية وتم القاء القبض على عدد كبير من الطلاب خلالها وزج بهم في السجن واذكر منهم الاخ محمد علي محسن الاحول و عبدالعزيز محمد الباكري واحمد ناجي علوي وصالح عبدالله حسين الاحول وغيرهم واستمرت هذه المظاهرات من قبل بقية الطلاب للمطالبة بالافراج عن زملائهم طوال فترة الثلاثة الاشهر التي امضوها في السجن.
ورغم التعاطف الشديد من قبل كل الشرفاء والوطنيين مع هذه المجموعة من الشباب وما اشارت اليه برامج اذاعة صنعاء الموجهة والمؤيدة القطاع الطلابي ورغم ان الاستعمار كان يلفظ انفاسه في ايامة الاخيرة الا ان الجميع فوجئوا بقرار وزير المعارف في حكومة الاتحاد ماكان يسمى بالجنوب العربي انذاك، مدعوماً من وزير الداخلية بفصل هذه المجموعة كاملة من المدرسة وعدم السماح لهم بالدراسة او مواصلة دراستهم في اية مدرسةاخرى في جنوب الوطن.

الجبهات على بيحان
كانت هناك بعض الجبهات الوطنية التي تقوم بغارات على إمارة بيحان ومنطقة عين وتقوم بتنفيذ عمليات عسكرية على بعض الأهداف وتغادر المنطقة... أذكر من هذه الجبهــات:
-
جبهة الجملية: التي كان يرأسها من بداية الكفاح المسلح الأخ علي ناصر محمد حسني ويعاونه المرحوم عبدربه ناصر الرقابي والذين قاموا بالترتيب ونقل أسلحة من تعز بعد التدريب عليها إلى الجملية وعندما أطمأن علي ناصر محمد على سلامة المنطقة غادر إلى عدن وترك الأسلحة لدى الرقابي... وبعدها ظل الكر والفر من قبل هذه الجبهة على بيحان.
-
جبهة القويم: كانت تقوم هذه الجبهة بغارات مزدوجة على إمارة بيحان وعلى مركز عين لأن جبل القويم يقع بين المنطقتين واذكر على سبيل المثال كوني لم أكن على ارتباط مباشر بهذه الجبهة إلا أننا كنا نتابع أعمالهم بدافع وطني... واذكر من هذه العمليات:
-
الهجوم على إدارة حاكم بيحان بالبوازيك وقد قام به الشهيد عبدربه سالم المذب، والشهيد عبدالله مسعد العمري
الهجوم على منزل حاكم عين بالبوازيك وقام بالعملية مجموعة من القويم والبيضاء وعين.
إضافةً إلى القيام بأعمال المقاومة التي سبقت قيام الثورة من هذه الجبال والجبال المجاورة لها بالإغارة على مراكز البريطانيين ومن على شاكلتهم وكانت بصورة مستمرة لفترة طويلة وأذكر أن من بين من كان يقوم بهذه الغارات الشهيد أحمد بن هشله أحمد الأحول من منطقة عين وكثير من العناصر التي بجانبه، وقد ذكرت هذا الشخص دون سواه لكونه استشهد في الصدامات.
وضع مدينة حريب عام 1966
بعد عودة أبناء حريب إلى منازلهم حصل تآمر رهيب على هذه المدينة مرة أخرى وتم تجميع مئات من المرتزقة الملكيين ودفعت لهم مبالغ مالية ضخمة وأسلحة وقاموا بالهجوم على مدينة حريب في الوقت الذي كانت هذه المدينة معزولة عن الاتصالات بصنعاء نتيجة للكر والفر بين الملكيين والجمهوريين آنذاك ما عدا منفذ عن طريق العبدية رداع.
وقد استطاعت جحافل المرتزقة الاستيلاء على المدينة رغم المقاومة التي أبداها المناضلون من أبناء بيحان وباكازم أبين والبيضاء ومجموعة المدافعين من مختلف المناطق الشمالية والذين قتل منهم عشرات الأشخاص وبعض من بيحان والبيضاء من ابناء باكازم ابين حيث استشهد منهم:
عبدالله بن علي الشريفي من منوى وصالح مبارك الشريفي من منوى ومحمد صالح نشرم من باكازم وصالح محمد الصعيدي من باكازم واحمد سعيد المربعي من باكازم و سالم على البرمه البسامي من باكازم والهامل محمد والاصبع من باكازم وصالح سالمين الجراد من باكازم
وجرح منهم: احمد حيدره محمد وعبدالله بابا والاعوج سالم الحاقي ومحمد الحميدي السعيدي ومحمد الحيدري
كما تم أسر ثماني عشرة شخصاً منهم أذكر منهم:سالم علي العشمي ومحمد سالم المسعودي ومحمد حيدره الكازمي وعبدالله سالم لشرخ
وتم نقلهم جميعاً من قبل بريطانيا من بيحان الى عدن على طائرة وتم سجنهم في عدن ولم يطلقو الا بعد الاستقلال.
كما قتل من الجانب الملكي أعداداً مماثلة ولم يدخلوا إلا على أشلاء المقاومة العنيفة التي شهدتها المدينة التي لم يسبق لها مثيل وكان الضباط السياسيون البريطانيون في منطقة شقير يديرون العملية بالطرق العسكرية الحديثة التي مكنت المعتدين من الوصول إلى هدفهم وبهذا أريد التأكيد على ان بريطانيا تدخلت تدخل مباشراً في محاربة ثورة 26 سبتمبر وأن المقاومة أكدت واحدية الثورة في كل المعارك التي خاضها اليمنيون. وللتوضيـــــح فأبناء هذه المدينة تجار وداعمون للوطنيين والجمهورية ولكنهم لم يكونوا من المقاتلين المؤهلين وكانوا يعولون الدفاع عن المدينة من قبل الحامية وبعض القبائل التي استطاع المال أن يغير ولاء البعض منهم للجمهورية- أما البعض الآخر فقد قاتل مع الحامية قتال الأبطال وأذكر منهم آل طالب بن أحمد ( الأشراف)، ومرة أخرى في عام 1966م انتقل جميع أبناء هذه المدينة إلى منطقة عين وهذه المرة بدأوا ببناء بعض المنازل الصغيرة ونقل تجارتهم إلى عين وكل العناصر الوطنية المنتمية إلى خلية عين منهم ظلت على ولائها وحركتها بإحضار الأسلحة والقنابل من صنعاء.
سقوط المناطق
بعد أن تجمع ما لا يقل عن ثمانين شاباً في السجن عندما فقد الحاكم صوابه ورمى بهم وكان من بينهم بعض العناصر من هذه الخلايا وجميع أعضاء خلية عسيلان وآخرون ليس لهم علاقة بالخلايا... اهتز الحكم في إمارة بيحان كما اهتز في الإمارات الأخرى على مستوى جنوب الوطن المحتل آنذاك وكان لا بد من إسقاط بعض المناطق في هذه الإمارة وقد حصل. . ففي أغسطس عام 1967م تم استغلال ظروف معينة لا داعي لذكرها وحوصر مقر الحاكم وهو في الخارج، وقطعت الطريق إلى بيحان وتم دفع كل العناصر في الخلايا التنظيمية والقبائل والمتعاطفين وتم تكليف عنصرين من خلية عين وهـــــم: عوض المصري وعبدالرزاق مهدي.
بتجهيز أعلام الجبهة القومية ورفعت في المدينة، وتمت محاصرة الحامية في المنطقة وكان حاكم المنطقة في بيحان حينها قد جمع قوة لا بأس بها أغلبها من الملكيين وتوجه إلى عين وفي منطقة الغرقة اصطدم مع المناضلين الذين كانوا بانتظار وصوله
وجرت معركة سقط فيها أحد الشهداء وهو أحمد صالح النجار من أبناء مدينة حريب ورد الحاكم على أعقابه إلى بيحان وقد عرف المساجين الذين كان على رأسهم الشهيد أحمد الدفيعة وصالح ناصران وآخرون عن طريق عمال الإشارة بما يحصل في عين وقاموا بكسر القيود والأبواب داخل السجن.
وفي مساء ذلك اليوم الذي يعتبر انعطافاً تاريخياً في المنطقة سلم الحاكم وهو نائب أمير بيحان المنطقة إلى أربعة من مشائخ بيحان وهـــــم: أحمد عبدالقادر سيف والشهيد ناجي علوي الفاطمي.... وآخرون.
وكان لحركة المساجين الدور الرئيسي لتعزيز موقفنا في عين ذلك بأن الحراسات التي على السجن رفضوا إطلاق النار على المساجين كون هؤلاء المساجين من مختلف قبائل بيحان وأبلغوا بأنهم لا يستطيعون تحمل قتلهم في هذا الوضع.... لذا سلم الحاكم وغادر إلى مسقط رأسه النقوب ثم إلى خارج اليمن بحراسة جيش الليوي.
هنــاك نقطة لا بد من الإشارة إليها وهي أن كثيراً من عناصر جيش الليوي كانوا على علاقة وثيقة مع الخلية في بيحان وعين وكان التنسيق قد تم من قبل سنوات وعند انتقالهم من المنطقة كانوا يسلمون العناصرالموثوق بها إلى رئيس الخلية في المنطقة واستمرت العلاقة ولا ننكر دورهم لكنهم لم يسقطوا المنطقة والذي أسقطها هم أبناء الخلايا والمواطنين.
وقد قامت مظاهرة في سوق بيحان وشارك فيها الكثير من العناصر الوطنية من جيش الليوي وكانت مرادفة لما حصل في عين وما حصل داخل السجن.
وفي اليوم الثاني لسقوط المنطقة ومغادرة الأسر الحاكمة إلى مقرهم في النقوب وصل المناضلون من جبهة الجملية وعلى رأسهم المرحوم عبدربه ناصر الرقابي وآخرون... وأرادوا أن يتوجهوا إلى النقوب والاستيلاء على الأسلحة المخزنة في هذه المنطقة التي كانت مستودعات الملكيين لضرب الثورة في صنعاء، وفي هذه الحالة تحركت كتيبة من جيش الليوي وأوقفت هذا التحرك مما يدل دلالة قاطعة بأنهم معنيون على حماية هذه الأسرة حتى تغادر إمارة بيحان وقد حصل ذلك.
قد يتساءل القارئ ما هي صفة هذه الخلايا... هل هي جبهة تحرير.. أو جبهة قومية.. أو خلافه؟... والحقيقة للتاريخ بأن الكثير منهم لم تكن له روابط تنظيمية مع أية جبهة في البداية و قد يكون هناك عناصر في البداية متعاطفة مع هذه الجبهة أو تلك ولكنه في الآونة الأخيرة بدأنا استلام منشورات الجبهة القومية عن طريق بعض الشباب المنظم فيها من جيش الليوي أو بعض أفراد الخلايا الذين كانت لهم علاقات في عدن ويذهبون إلى هناك ويحضرون هذه المنشورات أو أفراد الإشارة من الحرس الاتحادي الذي سبق ذكر البعض منهم وقد تم التعاطف مع الجبهة القومية قبل سقوط المنطقة بفترة تصل إلى أشهر وليس إلى سنين. . ولم يأت سقوط المناطق إلا والكثير متفقون بالانتماء إلى الجبهة القومية وبعد سقوط المنطقة بنصف شهر وصل المرحـوم محمد علي هيثم ولم يواجه أية مشكلة كون الشباب نظمهم الكفاح المسلح وشكل خلايا تنظيمية للجبهة القومية ببيحان كان عمادها هذه الثلاث الخلايا، وتم تشكيل لجان إصلاح في كل المناطق من الشخصيات الاجتماعية لتسيير شؤون المنطقة وتشكيل الحرس الشعبي للحماية، وهذا دليل على ان العملية كانت شعبية تنظيمية وليس بقوة جيش أو شرطه وظل الحرس الشعبي ولجنة الاصلاح تسير امور المنطقة حتى اعلان الاستقلال.
وبعد..هذه صورة من صور المقاومة والرفض للإستعمار والاحتلال وتأييد الترابط بين ابناء الوطن اليمني الواحد في الشمال والجنوب مستلهمين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» وهذه خطوات مضيئة على طريق اعادة وحدة الوطن الواحد وحقائق للتاريخ لابد من الاشارة اليها وتسجيلها حتى يكون افراد المجتمع اليمني وأجياله القادمه على علم بها واخذ الدروس والعبر منها
.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مساجلة شعريه بين الامام أحمد بن يحيى حميد الدين والشيخ علي ناصر القردعي

على شاطي الـوادي نظـرت حمامـة الشاعر/ يزيد بن معاوية

حبوب حبوب لاتغضـــــــب الشاعر / احمد عبدربه العواضي