ازمــــــــة ثــقـــة
ازمــــــــة ثــقـــة
بقلم / عبدربه هشله ناصر
عندما تحدث الاخ وزير الداخلية اللواء الدكتور
/ رشاد العليمي في ختام الدورة التخصصية لمسؤولي العلاقات لوزارة الداخلية والدورة
التدريبية حول الاعلام في مواجهة الازمات في شهر ابريل 2005 م اشار الى اهمية
الدور الذي يلعبه الاعلام في تعزيز ثقة المواطن بالمؤسسة الأمنية معتبرا اجهزة
الاعلام وسيلة تبصير بالأخطاء عندما تكون معتمده على الصدق والواقعية مشيرا الى
تفاعل وزارة الداخلية مع ما ينشر في الصحف وكثيرا ما نفراء ذلك التفاعل وخاصة من
قبل وزارة الداخلية والبعض من مدراء الامن بالمحافظات وعندما يتم التفاعل مع ما
ينشر من مشاكل الناس هذا سلوك واعي وقيادي وليس غريبا من قيادة مؤسسه امنيه ترتبط بحياة الناس وهمومهم وهو دليل على
المستوى الثقافي والخبرة العملية لتلك القيادات .
ودائما نفراء في الصحافة كثيرا من الشكاوي بين
الحين والاخر عن تصرفات فرديه لبعض رجال الامن جنودا او ضباطا مخالفا للقانون تسئ
الى سمعة المؤسسة الأمنية فالمواطن العادي يحمل المؤسسة الأمنية مسؤولية هذا
التصرف .
وكم هو جميل ان يعترف معالي وزير الداخلية
بوجود ازمة ثقة وممارسات سلبيه من قبل بعض رجال الامن والتي تؤدي في الاخير الى الإساءة
لسمعة المؤسسة الأمنية وهذا اعتراف شجاع من قبل معاليه وليؤكد بذلك قربه من هموم
ومشاكل الناس .
نحن نعرف ان أي تصرف سلبي هو في الاخير مسؤولية
فرديه ويفترض محاسبة مرتكبه على فعله ولكن عامة الناس قد لا يفهمون ذلك ويقتنعون
به .
اتمنى ان يحذوا الاخوة مدراء المؤسسات الأمنية
في المحافظات حذو الاخ الوزير ويتكلموا بصراحة ومصداقيه مع المواطنين وان نعترف بالأخطاء
ونصلحها وان لا نصور للناس بانه لا توجد سلبيات او اخطاء وان الامور تسير بشكلها
الصحيح ونفقد في الاخير ثقة المواطن .
ولهذا لابد ان يتقبلوا ما يكتب في الصحافة
وينشر في اجهزة الاعلام عن السلبيات والاخطاء وان يتفاعلوا مع ما هو صادق منها وان
يكونوا دائما في الوسط الشعبي يلتمسوا هموم ومشاكل الناس وان يكونوا حريصين اشد
الحرص على سمعة الجهاز الامني من خلال التوعية والتوجيهات لا فراد هذه المؤسسة بحيث يتحلى رجل الامن بالصفات والاخلاق الحسنه
وان يكون حريصا على تطبيق النظام والقانون اكثر من أي موظف اخر .
المؤسسة الأمنية بكل قوامها وموظفيها
وامكانياتها جاءت لخدمة المواطن وللحفاظ على امنه واستقراره واي سلوك يخرج عن هذه القاعدة
يعتبر سلوكا مرفوضا وغير مرغوب فيه وبالتالي يعكس نفسه على سمعة الجهاز الامني بشكل
عام ويؤدي في الاخير الى خلق ازمة ثقه بين المواطن والمؤسسة الأمنية حسب ما تحدث
به الاخ الوزير , وهذه الازمه هي صدع خطير جدا في جسر العلاقة بين المؤسسة الأمنية
والمواطن ومن اجل ترميم ذلك الصدع واعادة الثقة بين المواطن والجهاز الامني لابد
من جهود وطنيه صادقه ومخلصه من قبل قيادات تلك المؤسسة وفي مقدمتها المحاسبة الفعلية
لمن يسئ الى تلك المؤسسة الأمنية واختيار من يمثلها خير تمثيل في قيادة العمل
الامني والارتقاء بها الى مستوى افضل في التعامل مع المواطنين والحرص على تنفيذ الأنظمة والقوانين بصورة صادقة وبهذا سوف تنعكس الصورة المشرفة
لرجل الامن لدى المواطنين وستتعزز ثقة المواطن بالمؤسسة الأمنية وسيكون دافعا
كبيرا لتعاون المواطن مع الجهاز الامني .
تعليقات
إرسال تعليق