المناضل الشهيد محمد علي الشعيبي

المناضل الشهيد محمد علي الشعيبي
حلم بالوحدة اليمنية فتحققت بعد وفاته بعشرين عاماً

لــقاء : زعفران علي المهنأ ، أميرة العراسي

الجمعة 04 يونيو-حزيران 2010

علاوة على كونها قصة شهيد حلم بوطن موحد فهي قضية إنسانية....
تترجم كملحمة ( الشهيد المجهول ) سنستعرض وقائع أحداثها في السطور التالية و سنحاول مجرد محاولة للتعبير عن جوانب ضئيلة جداً من حياة شهيد فالمأساة أكبر التي هي عليها في أرض الواقع . . ومع ذلك فإن المحاولة تستهدف توصيل الحقيقة بصدق وحرص ، ومسئولية ، وأمانة ، وموضوعية إلى القارئ العزيز رغم المرارة كتبنا وعذرنا أننا لا نكتب لمجرد الكتابة . . ولكننا نسطر ملحمة للتاريخ على أجساد الأحرار قصة عصابة قامت على التواطؤ ، وخطت طريقها دماء الشرفاء ، فقتلت الإنسان بدون حق فكان محمد علي الشعيبي هومن دفع ذلك الثمن .
فقد تخرج من كلية الآداب قسم الجغرافيا بجامعة القاهرة عام 1965م محمد علي الشعيبي، ،سافر إلى شمال اليمن فور تخرجه ليلتحق بالعمل في وكالة التنمية الدولية الأمريكية في صنعاء وبعدها توجه إلى الجنوب وكان ذلك في أوائل 1966م وعاد للقاهرة لاستكمال دراساته العليا وحصل على الماجستير في معهد التخطيط القومي بتقديرات عالية من القاهرة عام 1970م
،متزوج وله ولد وبنتان فارس وكروان ونادية أبناء لـلشهيد محمد علي الشعيبي ...
قمنا بزيارة إحدى بناته فالتقينا ابنته كروان وتعمل مدرسة في إحدى المدارس الحكومية في العاصمة صنعاء و أختها الصغرى تعيش مع زوجها خارج الوطن ...
وأخبرتنا كروان عما كانت تسمعه عن والدها الشهيد محمد الشعيبي فقد كان عمرها عند وفاته سنة واحدة وأختها أربعين يوما أما أخوها فارس فقد كان عمره عند وفاة والده ثلاث سنوات فقط ...
حدثتنا أن والدتها أخبرتها بأن البريطانيين كانوا يخافون والدها بسبب مقالة نشرها باسم (قبول التحدي ) نشرت بصحيفة (الأيام)اليومية العدد رقم 85بتاريخ 23مايو 1966م ..
عندما رفضوا أن يعمل معهم وبعد ما تم ترجمة المقال لكبار المسئولين الانجليز في عدن تغيرت وجهة نظرهم وأبدوا استعدادهم لقبوله بالخدمة المدنية الاتحادية فاختير له عمل ضابط اتصال اتحادي وقد كانت تعتبر همزة وصل بين الحكومة الاتحادية في عدن وبين منطقة ردفان ...
فبدأ للبحث عن أعذار يبرر بها رفضه العمل بالمنطقة لأن إفصاحه بشعوره وإحساسه الوطني معناه «الانتحار»...
فتم تعيينه بعمل جديد كمشرف على مشروع التطوير الذي هو عبارة عن مزرعة تقوم بريها بئر أنبوبية في ولاية العلوي التي يبلغ سكانها بضعة آلاف نسمة ...
وفيما بعد على حد قولها انه عمل لدى الانجليز فترة لم يكن يستمع لأوامرهم بقتل أو اطلاق النار على الثوار ...
تم سلبه مسدسه المرخص من الاتحاد ومن التنظيم الجبهاوي واعتقل مع بعض من مسئولي التخطيط العسكري وآخرين من الإعلام لجبهة التحرير الذين تعرضوا لعمليات الضرب والتعذيب وعند سؤاله عن سبب اعتقاله أجابوا عليه بأنه وضع في السجن أمانة!!
واخرج من المعتقل في ديسمبر عام 1967م فكلفته وزارة الإدارة المحلية بالسفر إلى الضالع للكشف عن الأوضاع المالية هناك ...
وتسترسل بالحديث انه أقام مؤتمراً صحفياً لعرض كتابه المعنون بـ ( اليمن الجنوبية خلف الستار الحديدي )والذي يتناول فيه الأوضاع في اليمن الجنوبي وأورد في الكتاب قوائم بأسماء من قامت السلطة باغتيالهم مع تواريخ وأماكن استشهاد كل منهم وبسبب ذلك قامت السلطة باغتياله في بيروت عقب صدور كتابه والذي يعتبر الطبعة الثانية من الموسوعة الخاصة به وأما الطبعة الأولى فلا يوجد لها اثر حتى الآن وتقول أنها سمعت أخباراً غير متأكدة منها أنها بحوزة رئاسة الجمهورية أما الطبعة الثانية فقد احتفظ بها الأستاذ سعيد قائد المقطري وعندما كبُر أبناء الشعيبي أعطاهم الكتاب لطباعته واعادته له باعتبارها ثروة لا يستطيع التخلي عنها ،
وأثناء المؤتمر لاحظ الشعيبي وجود اثنين من المصورين الصحفيين ليسوا كغيرهم من الصحفيين فقد كانت حركاتهم مكشوفة وكأنهم مرسلون من جهة لتصفيته جسديا ...
ونقل شعوره لزوجته وأحس أنه في خطر فلم يستجب لأي دعوة للسفر أو الخروج من صنعاء حيث قام بنقل عائلته للسكن فيها ...
وفي عام 1973م تم فبركة مؤتمر في بيروت وتمت دعوته فأكل الطعم وسافر إلى لبنان وعند وصوله نزل بأحد الفنادق ببيروت ودخل غرفته الخاصة ليتصدى له قاتل مأجور يدعى «كارلوس» الذي قام بإطلاق النار من مسدس كاتم للصوت على محمد علي الشعيبي لتُكتشف الجثة بعد ثلاثة أيام بسبب تحللها وفاحت رائحتها ليكتشفوا أنة قد قتل ....
تناقلت جميع وسائل الإعلام نبأ وفاة محمد علي الشعيبي وتم نقل جثمانه إلى عائلته بصنعاء بواسطة تابوت محكم الغلق لم تستطع عائلته فتحه و رؤيته للمرة الأخيرة ...
تقول ابنته كروان لو أن والدها اغتيل في هذا الوقت لما حدث لهم ما يحدث الآن فهي تعيش ووالدتها بمنزل للإيجار فقد منحهم رئيس الجمهورية ارضاً في منطقة سعوان في عام 2001م وحتى الآن لم يتم تسليمهم قطعة الأرض ولا تدري من هو المسئول عن تجميد تسليم ألأرضية ...
وتوجه رسالة إلى رئيس الجمهورية مطالبة بتقديم تعويض لهم ومنحهم منزلاً يؤويهم وتطالبه بوسام منح لوالدها من رئيس الجمهورية لشهداء ومناضلي الثورة اليمنية سميت بأوسمة الوحدة والـ 30 من نوفمبر وكان ذلك بمناسبة عيد الجلاء الـ 30 من نوفمبر بتاريخ 30/ 11/ 1997م عندما كانوا أطفالاً قُصراً فلم تعلم الأسرة من هو الذي قام بتسلُم الوسام فترجو وعائلتها استعادته لما له من اثر في نفوسهم وتذكار يحمل في طياته تضحية والدها الذي قضى حياته من اجل هذا الوطن وحَلم بفجر يطلع فيه أن تكون أجزاء اليمن الشمالية والجنوبية ملتحمة بوحدة يمنية عربية ...
أما فارس يعمل اليوم في إحدى دول الخليج كعامل بسيط في أحد المصانع وهو المعيل الوحيد لأسرته فهو بعيد عنهم رغم حصوله على شهادة البكالوريوس من كلية التجارة بتقدير جيد جدا لم يحصل على وظيفة هنا ،يتمنى فارس لو أنه يعود لموطنه أسوة بأبناء الشهداء الذين تم منحهم وظائف ومراكز بداخل البلد وتنتهي غربته المريرة !!
الشهيد محمد علي الشعيبي قضى حياته لمساندة شعبنا اليمني في الجنوب رغم التحديات الكثيرة التي واجهته في مسيرته النضالية، قُتل المواطن الصالح قبل أن يظهر الوطن إلى الوجود بوحدته اليمنية .
صحيفة الجمهورية

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مساجلة شعريه بين الامام أحمد بن يحيى حميد الدين والشيخ علي ناصر القردعي

حبوب حبوب لاتغضـــــــب الشاعر / احمد عبدربه العواضي

على شاطي الـوادي نظـرت حمامـة الشاعر/ يزيد بن معاوية