المناضل اللواء/ طيار فارس سالم الشريفي يتحدث عن دور القوات الجويه في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر
المناضل اللواء/ طيار فارس سالم الشريفي يتحدث عن دور القوات الجويه في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر
وفاءً للأهداف والمبادئ والأمانة التاريخية والواجب الوطني أسجل في هذه الورقة ما احتفظت به ذاكرتي من دور القوات الجوية في ملحمة السبعين يوماً من حصار العاصمة صنعاء للدفاع عن الثورة والجمهورية في تلك الفترة العصيبة من تاريخ النضال الوطني للشعب اليمني جيشاً وشعباً.. وحيث أنه لا يمكن ذكر دوري منعزلاً عن دور القوات الجوية نظراً لطبيعة عملها الجماعي سواء على الأرض أو في الجو أو في تنفيذ المهام.
اكتمل الحصار على صنعاء ولم تملك القيادة اليمنية أي طيارة على الإطلاق.. وكان هذا الموضوع نقطة قوة في حسابات الجانب الملكي بل كانت في تقديراتهم نصراً محققاً لا محالة.. أما في حسابات الجانب الجمهوري فكانت القناعات لدى الجميع أنه لا يمكن تحقيق نصر للقوات المدافعة بدون الطيران أما الطيارون فقد كانوا موجودين بالفعل قبل ذلك التاريخ بحوالي سنة ولكن كانوا خلال الفترة من تاريخ التخرج إلى 1/11/1967م موقوفين عن الطيران لعدم وجود طائرات.
اكتمل الحصار على صنعاء ولم تملك القيادة اليمنية أي طيارة على الإطلاق.. وكان هذا الموضوع نقطة قوة في حسابات الجانب الملكي بل كانت في تقديراتهم نصراً محققاً لا محالة.. أما في حسابات الجانب الجمهوري فكانت القناعات لدى الجميع أنه لا يمكن تحقيق نصر للقوات المدافعة بدون الطيران أما الطيارون فقد كانوا موجودين بالفعل قبل ذلك التاريخ بحوالي سنة ولكن كانوا خلال الفترة من تاريخ التخرج إلى 1/11/1967م موقوفين عن الطيران لعدم وجود طائرات.
بعد الموقف الجاد ما بين القيادة اليمنية بقيادة الفريق حسن العمري رئيس الوزراء والقائد العام وبين القيادة السوفيتية في إيجاد طائرات للقوات اليمنية للدفاع عن الثورة لبث الفريق العمري أربعاً وعشرين ساعة داخل السفارة السوفيتية لإجراء الاتصال مع القيادة السوفيتية في موسكو.. وفي الأخير استجابت القيادة السوفيتية وفتحت جسراً جوياً إلى صنعاء.
تكوين القوات الجوية:
تكونت القوات الجوية من سرب مقاتل ميج 17 وصل إلى صنعاء منقولاً جواً على 18 طائرة نقل اليوم الأول وفي اليوم الثاني وصلت 18 طائرة نقل تحمل الذخائر والمعدات الخاصة بالطائرات مع الطيارين والمهندسين الروس.
- وصل سرب قاذفات اليوشن 28 إلى مطار الحديدة عن طريق السودان.. هذا الذي وافقت عليه القيادة السوفيتية في ذلك الوقت.
- استلمنا من القيادة المصرية أربع طائرات ميج 17 وطائرتي يوشن 28 وطائرتي يوشن 14، نقل حربي سلمت لنا في مطار الحديدة (قاعدة الديلمي الجوية حالياً) وأعلنا تكوين أو تأسيس القوات الجوية في 20 نوفمبر 1967م.
- المهام والأعمال القتالية:
بعد وصول الطائرات المقاتلة إلى مطار الرحبة تم إنجاز تركيب الطائرات لأنها جاءت مفككة وفي نفس الأيام الثلاث تم تجهيز طيارين بصورة عاجلة ثم قامت أول طلعة عمليات بضرب الملكيين المتقدمين من ناحية جحانة والتي فقدنا فيها طائرة طيار روسي بعد ذلك انتقل السرب إلى الحديدة ومن ثم استمرت العمليات من هناك لجميع الأسراب حسب المهام المخصصة يومياً لكل سرب على حدة..
كانت جهوداً مضنية وشاقة للتدريب والعمليات في وقت واحد وكان قبل ذلك قد كلف قائد القوات الجوية المقدم طيار محمد شائف جار الله الملازم اول طيار فارس الشريفي والملازم أول طيار عبدالواحد سعيد بالنزول إلى الحديدة لاستلام المطار والطائرات من القيادة المصرية في نفس اليوم الذي غادر فيه السرب المقاتل صنعاء إلى الحديدة وكان ضمن مهمتنا استلام الخرائط من مدير العمليات المصري وقد استلمناها من فوق الباخرة.. وقال لنا بالحرف: الواحد لقد اشتركنا مع القيادة اليمنية في وضع الخطة الدفاعية عن صنعاء ورغم ذلك نقول لكم ان تقديراتنا للموقف أن صنعاء سوف تسقط إلا أن تحل معجزة.
كانت عمليات المقاتلات اليومية والمنسقة مع العمليات الحربية في صنعاء مخصصة لدعم المواقع الدفاعية لقواتنا في جميع الاتجاهات مع بعض المهام الأخرى ضد تحركات العدو والذي تجمعنا به المواقع البعيدة نسبياً عن خط الدفاع لمواقع قواتنا وقد بذل طيارو هذا السرب جهوداً جبارة في توجيه الضربات القاتلة إلى قوات العدو في جميع الاتجاهات والمواقع ومنهم من قدم بطولات نادرة في أثناء العمليات لإلحاق الهزيمة بقوات الملكية أثناء تقدمهم وهجومهم على مواقعنا بالتعاون أحياناً مع طائرات القاذفات وقد خسر السرب اثنين من طياريه هما المقدم طيار محمد الديلمي والنقيب طيار علي سعد الدبعي- رحمهما الله وكان يقود هذا السرب الملازم أول طيارعبدالواحد سعيد غانم ولقد كان قوام السرب حوالي سبعة طيارين في ذلك الوقت.
دور القاذفات:
قامت القاذفات بطلعات مكثفة على مواقع العدو البعيدة وخطوط مواصلاته وتجمعاته ومراكز قواته ومواقع القيادات في جميع الاتجاهات والحقت خسائر كبيرة بقوات العدو وأهمها الطلعات الليلية أهم هذه الطلعات التي كانت تنفذ بالتعاون أحياناً مع المقاتلات وأهمها ليلة الهجوم من قبل القوات الملكية على جبل نقم حيث أعدوا هجوماً كبيراً وقوة كبيرة وصلت طلائعها إلى رأس جبل نقم فقامت القاذفات أولاً بضرب قنابل مضيئة من خمس إلى عشر دقائق معلقة الأمر الذي مكن المقاتلات ضرب تقدم العدو على الجبل كما مكن القوات المدافعة من رؤية العدو تماماً وتوجيه نيران الأسلحة عليه حققت قواتنا نصراً على العدو في تلك الليلة وكسرت الهجوم تماماً و كان قائد هذا السرب الملازم أول طيارعبدالله أحمد زيد وكانت قوته حوالي سبعة طيارين.
هذا بالإضافة إلى الملاحين الجويين والمهندسين الأرضيين في كل سرب وفي التخصصات المختلفة والذين كانوا يعملون ليلاً ونهاراً طوال فترة العمليات حتى تحقق فك الحصار كاملاً عن صنعاء بواسطة الحملة التي تقدمت من الحديدة إلى صنعاء بقيادة عبداللطيف ضيف الله والشيخ أحمد عبدربه العواضي واشتركت الطلعات الجوية مع الحملة حتى وصولها صنعاء.
- المهام المسندة إلى سرب النقل الحربي طائرات اليوشن 14 كانت مهمة هذا السرب القيام بنقل الإمدادات إلى صنعاء وذلك من جميع الأصناف والأنواع من ذخائر متنوعة ومواد غذائية بالإضافة إلى بعض الطلعات الاستطلاعية لمواقع الملكيين ونقل افراد من بعض المناطق إلى صنعاء مثل برط وتعز والحديدة ونقل قيادات وشخصيات مهمة من الحديدة إلى صنعاء والعكس والقيام بإمداد المواقع المحاصرة بالإسقاط الجوي.
كان تعزز كل طائرة نقل بستة أطنان يومياً على الأقل.. و كانت المطارات المستخدمة مطار الرحبة والمطار الجنوبي (ميدان السبعين) لكنها لم تصمد طويلاً فقد أغلق مطار الرحبة بعد تعرضه للقصف المدفعي من جبل الطويل كان آخرها إصابة أحدى الطائرات بقذيفة هاون مزقت ذيل الطائرة وهي على الأرض ولكن تمكن الطيار سيف الحارثي ومن معه من طاقم الطائرة من إيصال الطائرة إلى الحديدة.
طلبنا من الروس إصلاح الطائرة وبعد الكشف عليها من قبل الروس قرروا عدم صلاحيتها للطيران ويجب أن تذهب للمصنع.. وقد كانت الطائرة في حالة سيئة حيث أحترق الذيل كاملاً من أثار القنبلة و كانت إمكانات الصيانة وقطع الغيار وخبرة المهندسين غير متوافرة للقيام بعمل مثل كهذا.
ونتيجة للإصرار والتحدي و معرفة النتيجة المترتبة على وقوف الطائرة عن العمل أصر الطيارون والمهندسون في السرب على إصلاح الطائرة وتم طيرانها إلى صنعاء صباح اليوم الثاني بجهود اليمنيين وحدهم واستمرت في تنفيذ المهام القتالية حتى نهاية الحصار.
بعد ذلك أغلقوا المطار الجنوبي ورغم ذلك لم تتوقف طائرات النقل عن تنفيذ المهام المطلوبة منها حيث تم فتح مطار الجراف (حديقة 13 يونيو حالياً) ولم يكن هناك مطار بالأصل بل كان الموقع عبارة عن طريق وبعد نزول بعض الطائرات في شارع عصر تمكنا من إصلاح هذا المكان إلا أنه قد تعرض للضرب المكثف من جبل الطويل حتى أنه في احدى الطلعات كانت الطائرة محملة ببطاريات خاصة بقذائف المدفعية اذ توقفت المدفعية في جميع المواقع نتيجة عدم وجود تلك البطاريات.. يومها لم تستطع الطائرة تنزيل الحمولة إلا أنه تم تنزيل ستة من تلك الصناديق شغلت المدفعية إلى اليوم الثانية حيث عاودنا النزول بالحمولة في صباح اليوم التالي.
كما تم فك الحصار عن حجة بواسطة الإسقاط الجوي الحر لعدم وجود مظلات في ذلك الوقت وفي الأخير وصلتنا عشرون مظلة كان التحدي بيننا وبين الملكيين في حجة صعباً وخطراً على سلامة الطائرات حين أصيبت أحدى الطائرات إصابة بالغة تفجر على إثرها خزان الوقود وكسر أحد العمدان الأساسية في الجناح ورغم ذلك استمرينا في إمداد الكتيبة المحاصرة في حجة بقيادة علي صلاح حتى تمكنوا من طرد القوات الملكية وهزيمتها.
وقد واجه هذا السرب صعوبات معقدة اهمها عدم توفر قطع الغيار و الإطارات حتى أننا استخدمنا قطع غيار سيارات اللاندروفر لبعض أجزاء في الطائرات وكان ذلك من الإحساس بالمسؤولية حتى لا يتوقف المجهود عن صنعاء وحجة واستمر المجهود الحربي بعد فك الحصار عن صنعاء مواصلاً نضاله لفك الحصار عن حجة و صعدة بقيادة مجاهد أبو شوارب.. اشير هنا إلى نقطة وردت في مداخلة.. و هي أن الإذاعة لم تتوقف عن البث بسبب الضرب بل توقفت بسبب عدم وجود الوقود وقد وصلت إلى الجوية برقية من الفريق/ العمري بطلب سرعة وصول وقود للإذاعة عن طريق الجو وفعلاً أرسلت عشرة براميل ديزل على إحدى الطائرات وتم تشغيل الإذاعة بعد ذلك.
أسماء الطيارين:
(1) طيارو المقاتلات:
قائد القوات الجوية اللواء/ طيار محمد شائف جار الله.
اللواء طيار/ محمد ضيف الله محمد.
العميد طيار/ عبدالواحد سعيد غانم (قائد السرب).
. العميد طيار/ محمد الديلمي (شهيد).
. العميد طيار/ علي سعدان الربيعي (شهيد).
. العميد طيار/ محمد الشهاري.
. العميد طيار/ محمد الشيباني.
النقيب طيار/ علي العديني (شهيد).
. النقيب طيار/ سلطان قائد (شهيد).
عبدالقادر الشويط (تم تحويله إلى المقاتلات فيما بعد).
العميد طيار/ سلطان عبدالولي (تم تحويله إلى المقاتلات فيما بعد).
(2) طيارو القاذفات:
النقيب طيار/ عبدالله أحمد عمر زيد.
العميد طيار/ محمد غالب مالك.
العميد طيار/ عبدالله محمد المعمري.
. المقدم طيار/ محمد ثابت.
. النقيب طيار/ محمد الحيمي.
العميد طيار/ طاهر صبري.
. العميد طيار/ علي صالح الشيبه (تم تحويله فيما بعد).
(3) طيارو المواصلات:
. اللواء ركن طيار/ فارس سالم الشريفي (قائد السرب).
اللواء طيار/ محمد يحيى المهدي.
العميد طيار/ عبدالله صالح الكميم.
. المقدم طيار/ سيف صالح الحارثي (شهيد).
النقيب طيار/ محمود عبدالرحمن (شهيد).
ملازم أول طيار/ محمد إبراهيم.
العميد طيار/ عبدالحميد وهاس.
العميد طيار/ عبدالله الثور.
مقدم طيار/ عبدالجليل نعمان.
مقدم طيار/ سلطان عبدالولي.
مقدم طيار/ فيصل محمد وهاس.
مقدم طيار/ أحمد قائد سلام.
. مقدم طيار/ محمد أحمد الكبسي.
المهندسون الجويون والملاحون:
مهندس جوي عقيد/ سفيان عبدالرحمن.
. مهندس جوي مقدم/ أمين راوح شمسان.
مهندس جوي عقيد/ سيف الدين حزام.
. ملاح جوي عقيد/ سلطان هودس.
. ملاح جوي نقيب/ عبده شرف.
ملاح جوي نقيب/ سالم عبده ملهى.
ملحق (ب) أسماء بعض المهندسين
. عقيد/ منصور عبادي.
. نقيب/ عبدالعزيز.
. عبدالواحد سعيد عثمان.
. مقدم/ عباس ناشر.
. مهندس/ علي حميد الزرقة.
. مهندس/ حاتم علي أبو حاتم.
. مهندس/ محمد الدبعي.
مهندس/ عباس المحاقري.
مهندس/ عبدالرحمن حسن.
. مهندس عبدالرب القدسي.
. مهندس/ عبدالغفور أسعد.
. مهندس/ أحمد سلام.
مهندس/ حسن عبدالرحمن.
. مهندس/ أحمد كوكبان.
مهندس/ عبدالرحمن الحضرمي.
. مهندس/ سيف الدين حزام.
. مهندس/ عبدالعزيز سلطان.
مهندس/ محمد ناجي.
مهندس/ عبدالرحمن القرشي.
. مهندس/ محمد العريقي.
مهندس/ عبدالباسط أحمد عمر.
. مهندس/ محمد الحاج.
مهندس/ محمد مرشد.
. مهندس/ أحمد محرم.
. مهندس/ يحيى الحارثي.
مهندس/ محمد الأمير.
- تم اشتراك الطيران المدني في المجهود الحربي بواسطة طائرتي داكوتا وكان مجهودهم لا يقل عن مجهود النقل العسكري في إيصال الإمدادات إلى العاصمة طوال فترة الحصار رغم قلة الطيارين الجاهزين في شركة الطيران في ذلك الوقت وأذكر منهم الكابتن/ جوهر وعلي القباطي ومحمد سالم الشيبه وعبدالغني القاضي ولم تسعفني الذاكرة بأسماء الآخرين.
وللحقيقة أنهم قاموا بعمل جبار وبطولي بالقياس إلى طبيعة و خصوصية الطيران المدني وطبيعة عمله التي تحتم عليه عدم الدخول في المواقف الخطرة إلا أنهم تجاوزوا هذا المقياس استجابة للواجب الوطني الذي كان يحس به كل غيور على وطنه.
الخلاصة:
هذا ما استطعت تدوينه في هذه الندوة وهو القليل مما قامت به القوات الجوية ومنتسبوها من الطيارين والمهندسين في جميع التخصصات و لا شك ان الدور الذي قدمه الطيارون والمهندسون وجميع الأفراد والمقاتلون كان دوراً جباراً ومشرفاً في إنجاح الثورة والدفاع عنها في كافة المواقف.
الدروس المستفادة:
أثناء القيام بالواجبات تم تخطي المقاييس الفنية المتعارف عليها في قوانين الطيران وشروط السلامة نظراً لأهمية المرحلة وكان الأداء متكاملاً بروح الفريق الواحد من بداية المرحلة إلى نهايتها.
تكوين القوات الجوية:
تكونت القوات الجوية من سرب مقاتل ميج 17 وصل إلى صنعاء منقولاً جواً على 18 طائرة نقل اليوم الأول وفي اليوم الثاني وصلت 18 طائرة نقل تحمل الذخائر والمعدات الخاصة بالطائرات مع الطيارين والمهندسين الروس.
- وصل سرب قاذفات اليوشن 28 إلى مطار الحديدة عن طريق السودان.. هذا الذي وافقت عليه القيادة السوفيتية في ذلك الوقت.
- استلمنا من القيادة المصرية أربع طائرات ميج 17 وطائرتي يوشن 28 وطائرتي يوشن 14، نقل حربي سلمت لنا في مطار الحديدة (قاعدة الديلمي الجوية حالياً) وأعلنا تكوين أو تأسيس القوات الجوية في 20 نوفمبر 1967م.
- المهام والأعمال القتالية:
بعد وصول الطائرات المقاتلة إلى مطار الرحبة تم إنجاز تركيب الطائرات لأنها جاءت مفككة وفي نفس الأيام الثلاث تم تجهيز طيارين بصورة عاجلة ثم قامت أول طلعة عمليات بضرب الملكيين المتقدمين من ناحية جحانة والتي فقدنا فيها طائرة طيار روسي بعد ذلك انتقل السرب إلى الحديدة ومن ثم استمرت العمليات من هناك لجميع الأسراب حسب المهام المخصصة يومياً لكل سرب على حدة..
كانت جهوداً مضنية وشاقة للتدريب والعمليات في وقت واحد وكان قبل ذلك قد كلف قائد القوات الجوية المقدم طيار محمد شائف جار الله الملازم اول طيار فارس الشريفي والملازم أول طيار عبدالواحد سعيد بالنزول إلى الحديدة لاستلام المطار والطائرات من القيادة المصرية في نفس اليوم الذي غادر فيه السرب المقاتل صنعاء إلى الحديدة وكان ضمن مهمتنا استلام الخرائط من مدير العمليات المصري وقد استلمناها من فوق الباخرة.. وقال لنا بالحرف: الواحد لقد اشتركنا مع القيادة اليمنية في وضع الخطة الدفاعية عن صنعاء ورغم ذلك نقول لكم ان تقديراتنا للموقف أن صنعاء سوف تسقط إلا أن تحل معجزة.
كانت عمليات المقاتلات اليومية والمنسقة مع العمليات الحربية في صنعاء مخصصة لدعم المواقع الدفاعية لقواتنا في جميع الاتجاهات مع بعض المهام الأخرى ضد تحركات العدو والذي تجمعنا به المواقع البعيدة نسبياً عن خط الدفاع لمواقع قواتنا وقد بذل طيارو هذا السرب جهوداً جبارة في توجيه الضربات القاتلة إلى قوات العدو في جميع الاتجاهات والمواقع ومنهم من قدم بطولات نادرة في أثناء العمليات لإلحاق الهزيمة بقوات الملكية أثناء تقدمهم وهجومهم على مواقعنا بالتعاون أحياناً مع طائرات القاذفات وقد خسر السرب اثنين من طياريه هما المقدم طيار محمد الديلمي والنقيب طيار علي سعد الدبعي- رحمهما الله وكان يقود هذا السرب الملازم أول طيارعبدالواحد سعيد غانم ولقد كان قوام السرب حوالي سبعة طيارين في ذلك الوقت.
دور القاذفات:
قامت القاذفات بطلعات مكثفة على مواقع العدو البعيدة وخطوط مواصلاته وتجمعاته ومراكز قواته ومواقع القيادات في جميع الاتجاهات والحقت خسائر كبيرة بقوات العدو وأهمها الطلعات الليلية أهم هذه الطلعات التي كانت تنفذ بالتعاون أحياناً مع المقاتلات وأهمها ليلة الهجوم من قبل القوات الملكية على جبل نقم حيث أعدوا هجوماً كبيراً وقوة كبيرة وصلت طلائعها إلى رأس جبل نقم فقامت القاذفات أولاً بضرب قنابل مضيئة من خمس إلى عشر دقائق معلقة الأمر الذي مكن المقاتلات ضرب تقدم العدو على الجبل كما مكن القوات المدافعة من رؤية العدو تماماً وتوجيه نيران الأسلحة عليه حققت قواتنا نصراً على العدو في تلك الليلة وكسرت الهجوم تماماً و كان قائد هذا السرب الملازم أول طيارعبدالله أحمد زيد وكانت قوته حوالي سبعة طيارين.
هذا بالإضافة إلى الملاحين الجويين والمهندسين الأرضيين في كل سرب وفي التخصصات المختلفة والذين كانوا يعملون ليلاً ونهاراً طوال فترة العمليات حتى تحقق فك الحصار كاملاً عن صنعاء بواسطة الحملة التي تقدمت من الحديدة إلى صنعاء بقيادة عبداللطيف ضيف الله والشيخ أحمد عبدربه العواضي واشتركت الطلعات الجوية مع الحملة حتى وصولها صنعاء.
- المهام المسندة إلى سرب النقل الحربي طائرات اليوشن 14 كانت مهمة هذا السرب القيام بنقل الإمدادات إلى صنعاء وذلك من جميع الأصناف والأنواع من ذخائر متنوعة ومواد غذائية بالإضافة إلى بعض الطلعات الاستطلاعية لمواقع الملكيين ونقل افراد من بعض المناطق إلى صنعاء مثل برط وتعز والحديدة ونقل قيادات وشخصيات مهمة من الحديدة إلى صنعاء والعكس والقيام بإمداد المواقع المحاصرة بالإسقاط الجوي.
كان تعزز كل طائرة نقل بستة أطنان يومياً على الأقل.. و كانت المطارات المستخدمة مطار الرحبة والمطار الجنوبي (ميدان السبعين) لكنها لم تصمد طويلاً فقد أغلق مطار الرحبة بعد تعرضه للقصف المدفعي من جبل الطويل كان آخرها إصابة أحدى الطائرات بقذيفة هاون مزقت ذيل الطائرة وهي على الأرض ولكن تمكن الطيار سيف الحارثي ومن معه من طاقم الطائرة من إيصال الطائرة إلى الحديدة.
طلبنا من الروس إصلاح الطائرة وبعد الكشف عليها من قبل الروس قرروا عدم صلاحيتها للطيران ويجب أن تذهب للمصنع.. وقد كانت الطائرة في حالة سيئة حيث أحترق الذيل كاملاً من أثار القنبلة و كانت إمكانات الصيانة وقطع الغيار وخبرة المهندسين غير متوافرة للقيام بعمل مثل كهذا.
ونتيجة للإصرار والتحدي و معرفة النتيجة المترتبة على وقوف الطائرة عن العمل أصر الطيارون والمهندسون في السرب على إصلاح الطائرة وتم طيرانها إلى صنعاء صباح اليوم الثاني بجهود اليمنيين وحدهم واستمرت في تنفيذ المهام القتالية حتى نهاية الحصار.
بعد ذلك أغلقوا المطار الجنوبي ورغم ذلك لم تتوقف طائرات النقل عن تنفيذ المهام المطلوبة منها حيث تم فتح مطار الجراف (حديقة 13 يونيو حالياً) ولم يكن هناك مطار بالأصل بل كان الموقع عبارة عن طريق وبعد نزول بعض الطائرات في شارع عصر تمكنا من إصلاح هذا المكان إلا أنه قد تعرض للضرب المكثف من جبل الطويل حتى أنه في احدى الطلعات كانت الطائرة محملة ببطاريات خاصة بقذائف المدفعية اذ توقفت المدفعية في جميع المواقع نتيجة عدم وجود تلك البطاريات.. يومها لم تستطع الطائرة تنزيل الحمولة إلا أنه تم تنزيل ستة من تلك الصناديق شغلت المدفعية إلى اليوم الثانية حيث عاودنا النزول بالحمولة في صباح اليوم التالي.
كما تم فك الحصار عن حجة بواسطة الإسقاط الجوي الحر لعدم وجود مظلات في ذلك الوقت وفي الأخير وصلتنا عشرون مظلة كان التحدي بيننا وبين الملكيين في حجة صعباً وخطراً على سلامة الطائرات حين أصيبت أحدى الطائرات إصابة بالغة تفجر على إثرها خزان الوقود وكسر أحد العمدان الأساسية في الجناح ورغم ذلك استمرينا في إمداد الكتيبة المحاصرة في حجة بقيادة علي صلاح حتى تمكنوا من طرد القوات الملكية وهزيمتها.
وقد واجه هذا السرب صعوبات معقدة اهمها عدم توفر قطع الغيار و الإطارات حتى أننا استخدمنا قطع غيار سيارات اللاندروفر لبعض أجزاء في الطائرات وكان ذلك من الإحساس بالمسؤولية حتى لا يتوقف المجهود عن صنعاء وحجة واستمر المجهود الحربي بعد فك الحصار عن صنعاء مواصلاً نضاله لفك الحصار عن حجة و صعدة بقيادة مجاهد أبو شوارب.. اشير هنا إلى نقطة وردت في مداخلة.. و هي أن الإذاعة لم تتوقف عن البث بسبب الضرب بل توقفت بسبب عدم وجود الوقود وقد وصلت إلى الجوية برقية من الفريق/ العمري بطلب سرعة وصول وقود للإذاعة عن طريق الجو وفعلاً أرسلت عشرة براميل ديزل على إحدى الطائرات وتم تشغيل الإذاعة بعد ذلك.
أسماء الطيارين:
(1) طيارو المقاتلات:
قائد القوات الجوية اللواء/ طيار محمد شائف جار الله.
اللواء طيار/ محمد ضيف الله محمد.
العميد طيار/ عبدالواحد سعيد غانم (قائد السرب).
. العميد طيار/ محمد الديلمي (شهيد).
. العميد طيار/ علي سعدان الربيعي (شهيد).
. العميد طيار/ محمد الشهاري.
. العميد طيار/ محمد الشيباني.
النقيب طيار/ علي العديني (شهيد).
. النقيب طيار/ سلطان قائد (شهيد).
عبدالقادر الشويط (تم تحويله إلى المقاتلات فيما بعد).
العميد طيار/ سلطان عبدالولي (تم تحويله إلى المقاتلات فيما بعد).
(2) طيارو القاذفات:
النقيب طيار/ عبدالله أحمد عمر زيد.
العميد طيار/ محمد غالب مالك.
العميد طيار/ عبدالله محمد المعمري.
. المقدم طيار/ محمد ثابت.
. النقيب طيار/ محمد الحيمي.
العميد طيار/ طاهر صبري.
. العميد طيار/ علي صالح الشيبه (تم تحويله فيما بعد).
(3) طيارو المواصلات:
. اللواء ركن طيار/ فارس سالم الشريفي (قائد السرب).
اللواء طيار/ محمد يحيى المهدي.
العميد طيار/ عبدالله صالح الكميم.
. المقدم طيار/ سيف صالح الحارثي (شهيد).
النقيب طيار/ محمود عبدالرحمن (شهيد).
ملازم أول طيار/ محمد إبراهيم.
العميد طيار/ عبدالحميد وهاس.
العميد طيار/ عبدالله الثور.
مقدم طيار/ عبدالجليل نعمان.
مقدم طيار/ سلطان عبدالولي.
مقدم طيار/ فيصل محمد وهاس.
مقدم طيار/ أحمد قائد سلام.
. مقدم طيار/ محمد أحمد الكبسي.
المهندسون الجويون والملاحون:
مهندس جوي عقيد/ سفيان عبدالرحمن.
. مهندس جوي مقدم/ أمين راوح شمسان.
مهندس جوي عقيد/ سيف الدين حزام.
. ملاح جوي عقيد/ سلطان هودس.
. ملاح جوي نقيب/ عبده شرف.
ملاح جوي نقيب/ سالم عبده ملهى.
ملحق (ب) أسماء بعض المهندسين
. عقيد/ منصور عبادي.
. نقيب/ عبدالعزيز.
. عبدالواحد سعيد عثمان.
. مقدم/ عباس ناشر.
. مهندس/ علي حميد الزرقة.
. مهندس/ حاتم علي أبو حاتم.
. مهندس/ محمد الدبعي.
مهندس/ عباس المحاقري.
مهندس/ عبدالرحمن حسن.
. مهندس عبدالرب القدسي.
. مهندس/ عبدالغفور أسعد.
. مهندس/ أحمد سلام.
مهندس/ حسن عبدالرحمن.
. مهندس/ أحمد كوكبان.
مهندس/ عبدالرحمن الحضرمي.
. مهندس/ سيف الدين حزام.
. مهندس/ عبدالعزيز سلطان.
مهندس/ محمد ناجي.
مهندس/ عبدالرحمن القرشي.
. مهندس/ محمد العريقي.
مهندس/ عبدالباسط أحمد عمر.
. مهندس/ محمد الحاج.
مهندس/ محمد مرشد.
. مهندس/ أحمد محرم.
. مهندس/ يحيى الحارثي.
مهندس/ محمد الأمير.
- تم اشتراك الطيران المدني في المجهود الحربي بواسطة طائرتي داكوتا وكان مجهودهم لا يقل عن مجهود النقل العسكري في إيصال الإمدادات إلى العاصمة طوال فترة الحصار رغم قلة الطيارين الجاهزين في شركة الطيران في ذلك الوقت وأذكر منهم الكابتن/ جوهر وعلي القباطي ومحمد سالم الشيبه وعبدالغني القاضي ولم تسعفني الذاكرة بأسماء الآخرين.
وللحقيقة أنهم قاموا بعمل جبار وبطولي بالقياس إلى طبيعة و خصوصية الطيران المدني وطبيعة عمله التي تحتم عليه عدم الدخول في المواقف الخطرة إلا أنهم تجاوزوا هذا المقياس استجابة للواجب الوطني الذي كان يحس به كل غيور على وطنه.
الخلاصة:
هذا ما استطعت تدوينه في هذه الندوة وهو القليل مما قامت به القوات الجوية ومنتسبوها من الطيارين والمهندسين في جميع التخصصات و لا شك ان الدور الذي قدمه الطيارون والمهندسون وجميع الأفراد والمقاتلون كان دوراً جباراً ومشرفاً في إنجاح الثورة والدفاع عنها في كافة المواقف.
الدروس المستفادة:
أثناء القيام بالواجبات تم تخطي المقاييس الفنية المتعارف عليها في قوانين الطيران وشروط السلامة نظراً لأهمية المرحلة وكان الأداء متكاملاً بروح الفريق الواحد من بداية المرحلة إلى نهايتها.
المصدر / صحيفة 26 سبتمبر
تعليقات
إرسال تعليق