قوات مكافحة الجهل والتخلف -بقلم /عبدربه هشله ناصر

 

 

قوات مكافحة الجهل والتخلف

بقلم /عبدربه هشله ناصر

لقد فرضت الظروف السياسية والعسكرية التي تعيشها بلادنا منذ عام 2014 م متغيرات عديدة تطلبها تلك المرحلة من الحرب خلال تلك السنوات ومنها تشكيل وحدات عسكرية مختلفة وتحت مسميات عدة ضمت الالاف من الشباب الذين التحقوا بتلك الوحدات العسكرية مع اختلاف الامكانيات بين هذه وتلك من  التشكيلات وهي ظروف تحتم مثل ذلك . وهذا الالتحاق مقابل ما يصرف من مرتبات شهرية ساعدت اسرهم في مواجهة تكاليف الحياة المعيشية الصعبة والتي تمر بها البلاد خلال تلك السنوات والتي ذاق المواطن اليمني فيها اقسى المعاناة وكثير من الاسر تقطعت بهم السبل واصبحوا واسرهم في اوضاع صعبة جدا ما بين النزوح من الحرب والحاجة للعيش القليل الذي يسد حاجاتهم واعتماد الكثير منهم لما يصرف لهم من المنظمات الدولية من اغاثة ومعونات لاتسمن ولأتغنى من جوع ولكن الحاجة ارغمت الكثير منهم لذلك العطاء الهين ما بالنا ان الكثير منهم لم يحصلوا حتى على شيء من ذلك الدعم نتيجة لما يحصل من اخطاء وتجاهل لمن يقع على القائمين على بعضها والكيل بمكاييل غير منصفة نتيجة للانتماءات السياسية والمناطقية  وتجاوز المعايير المحددة للمستهدفين منها .

الشي المؤسف ان تلك التشكيلات انعكست الى حد كبير على التعليم والتحاق الكثير من المعلمين والطلاب بها نظرا لضالة راتب المعلم الذي اصبح لا يكفي ولو بالحد الادنى لتغطية متطلبات المعيشة الضرورية فقط فمنهم من اتجه الى التجنيد ومنهم من هاجر ومنهم من بحث له عن عمل اخر الى جانب وظيفته لتساعده في مواجهة ظروف الحياة وكذلك طلاب الثانوية الذين في سن التجنيد حيث التحق الكثير منهم بتلك التشكيلات العسكرية ليحصل على مرتب شهري يعيل به اسرته ويسد جزء من حاجتهم  وهكذا اثر ذلك على الجانب النفسي للمعلمين نتيجة لضعف مرتباتهم الشهرية وعدم اعادة النظر في هيكل اجور المعلمين وزيادة مرتباتهم وحتى توقيف علاواتهم المستحقة لعدة سنين وعدم صرفها .

واصبحت المدارس تفتقر الى المعلم المتخصص والكادر التربوي الكفو فمن باب الحرص وحتى لا يزيد التعليم تدهور نتيجة لنقص المعلم والكتاب المدرسي وكثير من العوامل والاسباب التي اثرت على العملية التربوية والتعليمية الامر الذي يحتم على القيادة السياسية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة بإعادة النظر والاهتمام بالمعلم وتوفير له الظروف المناسبة التي تساعده في مواجهة التزاماته الضرورية من العيش والتعليم والصحة والدواء وبالتأكيد متى تهيأت له تلك الظروف ستنعكس على واقع التعليم وانقاذ ما نستطيع انقاذه . فالمعلمين في كل بلدان العالم يحضوا باهتمام خاص من حكوماتهم وهم ركيزة التطور والتنمية وبدونهم لا يمكن لأي وطن ان يتطور واذا اهملت شريحة المعلمين انتشر الجهل والتخلف في المجتمع وانعكس على كل مناحي حياتنا وسوف نندم حين لا ينفع الندم

اخـــــــــيرا : 

لهذا لابد من اعتبارها شريحة المعلمين اشبه بقوات عسكرية وهي اكثر اهمية وتسمى قوات مكافحة الجهل والتخلف والتي يقع عليها المواجهة في معركتها الانسانية ضد الجهل والتخلف والانتصار بجيل متعلم يسهم في بناء الوطن وتنميته وتطوره .

 

21  اكتوبر 2023 م

 عدن الغد

عرض الرؤى والإعلانات
كل التفاعلات:
مهدي الشطح، ومحسن صالح عبدالحق و٨٢ شخصًا آخر


 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مساجلة شعريه بين الامام أحمد بن يحيى حميد الدين والشيخ علي ناصر القردعي

على شاطي الـوادي نظـرت حمامـة الشاعر/ يزيد بن معاوية

حبوب حبوب لاتغضـــــــب الشاعر / احمد عبدربه العواضي