مدينة (( تمنع)) واثارها المدفونة

بقلم/عبدربه هشله ناصر
قرأت قبل فترة كتاب للبعثة الإيطالية للأثار في الجمهورية اليمنية والذي اهدانيه مشكوراً الأستاذ / خيران محسن الزبيدي مدير عام الاثار بالمحافظة والمشارك في اعمال تلك البعثة.
وهو عبارة عن تقرير لما توصلت اليه من نتائج للتنقيبات التي تقوم بها في مدينة (( تمنع )) عاصمة الدولة القتبانية قبل عدة سنوات .
والذي يتحدث وبشكل مختصر عن دولة قتبان والمصادر التي تطرقت الى تاريخ تلك ا لدوله ويمكن لنا ان نمر على التقرير بشكل مختصر واهم ما تطرق اليه التقرير :
1. ان دولة قتبان بدأت في الظهور حوالي سنة 700 قبل الميلاد واضمحل نجمها حوالي سنة 175ميلادي .
وامتد نفوذها الى الشمال الغربي وصولاً الى ذمار وجنوبا الى عدن وذكر بانها تطل على مضيق باب المندب وضمت لها الجزء الجنوبي من البحر الاحمر الفاصل بين الجزيرة العربية وافريقيا وكان ميناها (( او جيليا )) او ما يسمى اليوم خليج الشيخ سعيد المطل على مضيق باب المندب
2- وكانت لقتبان لغة خاصة والهه خاصة ولها نظام حكم خاص بها ينقسم الى نوعين :
- حكام تنحصر سلطتهم في حدود المملكة ويسموا بالملوك
- والنوع الاخر من الحكام يسمى ( بالموفد )وهو الحاكم المطلق في منطقة عرب الجنوب
وتطرق التقرير الى من قاموا بزيارة الموقع ابتدأ من 1899م ومرورا ببعثة ويندل فلبس 1950-1951م والحفريات التي قامت بها وانتهى بما تقوم به البعثة الإيطالية حاليا
وتركزت كتابتها عن المدينة ((تمنع)) عاصمة الدولة القتبانية ذلك الموقع الاثري الذي يقع بمديرية عسيلان على قرب من مدينه النقوب شمالا والذي يتخذ شكلا بيضاوي 350 ×700 متر وترتفع عن سطح وادي بيحان بمعدل عن 20م وهو موقع مغطى بالكثير من الاثار الدالة على مباني قديمة وسور المدينة وبوابتان شماليه وجنوبية للمدينة ومباني و معابد وسوق .واهم ما يميزها تلك المسلة الحجرية المكونة من حجر يرتفع الى 2,5 متر في مركز ساحة السوق وهو نقش يعود الى القرن 4 ق.م نُقش عليه القواعد والقوانين التي تنظم طبيعة العمل التجاري في السوق ومن يرغب بمزاولة النشاط التجاري و الدخول الى المدينة والإقامة في السوق المسمى (( شمر))وبعد اعلانه عن نوع تجارته وبضاعته التي سيقوم بعرضها للبيع مهما كان نسبُه القبلي وموقعه الاجتماعي وكيفية ان يملك مخزنا تجاري والتعامل مع القبائل وكيفية خضوع التجار للقوانين ومنحهم ضمانات من قبل ملك قتبان و كذلك يتحدث التقرير عن المعابد والقصور والبيوت الخاصة الموجودة في المدينة .
ان قراءة ذلك التقرير تنقلك الى عالم حضاري قديم واثنا قرأته يتخيل للقارئ وهو يتنقل بين تلك القصور والمعابد وساحة السوق وحركة البيع والشراء في ساحة السوق ومدى التزام اصحاب السوق لذلك القانون المنقوش في تلك الحجر الصادر عن الملك القتباني .
ان ما وصلت اليه البعثة عملا عظيما جدا ومشجع لمواصلة التنقيب عن تلك الاثار المدفونة والتي لم يتم الا اكتشاف الشيء اليسير عن ذلك التاريخ ومازال الكثير من حضاراتنا وتاريخنا لم يكتشف بعد فأثارنا لازالت مدفونه ولم تكتشف وكذلك العبث بتلك الاثار والمتاجرة بها و لم تلقى تلك الاثار والمواقع الأثرية الاهتمام الذي تستحقه من الجهات المعنية فتلك المواقع معرضه للسرقة ومعرضه للانجراف من قبل السيول والجهات المعنية غاضة الطرف بل قد تتجاهل لتلك الحضارة التي قامت على ارض شبوة عامه والاهتمام بما هو اقل اهميه في محافظات اخرى وتنظيم الرحلات السياحية لها ومتاحف الاثار منها ما هو مغلق ومعرض للانهيار بما يحتويه من اثار قيمه وهامه ومنها ما يحتاج الى توسعة وترميم وموازنات ماليه لا تفي بتحقيق ادنى المتطلبات
انها دعوه لنا كمعنين في السلطة المحلية بالمحافظة والهيئة العامة للأثار والمتاحف ووزارة الثقافة وكذلك المجتمع بالاهتمام بتلك المواقع الأثرية والمتاحف فشبوة ارض الحضارة والتاريخ وقامت عليها اكثر من ثلاث دول قديمة وهي متحف متكامل ولكنها تحتاج الى المزيد والمزيد من الاهتمام فهل سيعطى لها بعض ما تستحقه .
نسال الله التوفيق
25/2/2023
عدن الغد
مقال لـ: عبدربه هشله ناصر
مدينة " تمنع" وآثارها المدفونة
اشترك الان في قناتنا على تليجرام وكن مع الحدث اولا بأول https://t.me/adenalghad_news
ref: 4866494
كل التفاعلات:
إنتصار صالح صائل، وNasser Ebn Maen و٢٦٥ شخصًا آخر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مساجلة شعريه بين الامام أحمد بن يحيى حميد الدين والشيخ علي ناصر القردعي

على شاطي الـوادي نظـرت حمامـة الشاعر/ يزيد بن معاوية

حبوب حبوب لاتغضـــــــب الشاعر / احمد عبدربه العواضي