اقلام.. الدفع المسبق

اقلام.. الدفع المسبق

 
بقلم /عبدربه هشله ناصر

ان مهنة الصحافة والكتابة عن قضايا الناس وهمومهم من اشرف المهن واقدسها . فلعل كتابة عدد من الكلمات في منشور واحد عن قضية انسانية قد تنقذ امه او تغير في سلوك مجموعة من الناس او ترسي ثقافة ايجابيه بين افراد المجتمع تتعاقبها الاجيال او تكون اساس فكرة مشروع انساني يخدم الامه .

ولكن للأسف ما يحصل حاليا ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والاستغلال السلبي لها من قبل البعض واتاحة المجال لمن هب ودب بالكتابة والنشر فيها بغض النظر عن محتوى مادته الاعلامية ومدى ايجابيتها او الاستفادة مما تطرقت الية . وللأسف ان كثير من تلك الاقلام اصبحت تسئ الى مهنة الصحافة اكثر مما تفيدها ولا تقدم ما يستفاد منه او يساعد في غرس ثقافة وقيم ايجابية تساعد في نشر ورح التعاون والتعاضد بين افراد المجتمع وحل مشاكلهم وصعوباتهم بل تتحول تلك المنشورات الى مشكلة بذاتها نتيجة لما احتوته من افكار سلبية عكست نفسها على سلوك الناس وعلاقتهم مع بعضهم وغرست روح الحقد والكراهية فيما بينهم نتيجة لما حوته من مغالطات ومعلومات زائفه تؤثر على عاطفة البعض والذين لا يفرقوا بين الغث والسمين منها وبالتالي تلاقي لها هذا الجمهور الطيب والذي استطاعت ان تدس سمومها الخبيثة في نفسياتهم يتحول فيما بعد ضحية لذلك الاسلوب من الكذب والتزوير والتضليل وقلب الحقائق والغريب في الامر ان هؤولا النفر من الناس لا يهمهم مصداقيتهم وسمعتهم واحترام كتاباتهم امام القراء طالما ان هذا التزوير والكذب سيخدم توجهه السياسي او سينال من سمعة اخرين ممن ابتلاه الله بالحقد والكراهية لهم نتيجة لنجاحهم او اخلاقهم او خلافة الشخصي معهم ضنا منه انه سينجح في استمالة عواطف الناس لما قام بنشره ولا تمر الا فترة وجيزة وانكشفت الحقائق والاسباب والدوافع وراء ما كتبة وظهر للجميع حجمهم الحقيقي امامهم مهما بالغة البعض منهم والمصيبة الكبرى عندما يتضح للأخرين ان ذلك المقال مدفوع الاجر مسبقا .

ان الكتابة عن هموم الناس وتبني مشاكلهم ومتطلباتهم امام الجهات المعنية ونقد الظواهر والسلوكيات الخاطئة والتصرفات الغير مسؤولة عمل انساني نبيل يقع على اصحاب الاقلام الشريفة التطرق لها دون مبالغة اومجاملة لجهات دون اخرى وبالتالي سوف تعطي اثرها الايجابي للمجتمع وسترفع من سمعة كاتبها وبالمقابل : ان يسخر البعض اقلامهم للنيل من جهة معينة او اشخاص ما وتشويه ما هو جميل خدمة لا هداف سياسية او مادية او احقاد شخصية يعتبر عمل رخيص وهين يسئ الى كاتبة اولا ومهنة الصحافة والاعلام ثانيا ويشوه من صورتها امام المجتمع مما يشكك فيما مصداقيتها والبحث عن وسائل اخرى لنيل حقوقهم المشروعة وحل مشاكلهم .

ولهذا يقع على كل كاتب وصحفي تحري المصداقية والدقة في المعلومة واثبات الدليل عن ما كتبه والتجرد من الامراض النفسية والمتمثلة في الحقد والكراهية ليضمن بذلك تفوقه و نجاحة المهني وزيادة محبيه ومتابعيه .

18/1/2019

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مساجلة شعريه بين الامام أحمد بن يحيى حميد الدين والشيخ علي ناصر القردعي

حبوب حبوب لاتغضـــــــب الشاعر / احمد عبدربه العواضي

على شاطي الـوادي نظـرت حمامـة الشاعر/ يزيد بن معاوية