الوطنية - - ليست صكوكا تصرف بفلم / عبد ربه هشله ناصر

الوطنية - -  ليست صكوكا تصرف

بفلم / عبد ربه هشله ناصر

اقرب تعريف الى الوطنيه هي تلك المواقف والإعمال الايجابية التي بذلها الافراد اوالجماعات  تجاه الوطن .وكثير من الاعمال والأنشطة والثقافات التي تشير الى الوطن ونسميها عمل وطني او جهة وطنيه او رجل وطني ...الخ . ولكن للأسف مما نلاحظة هذه الايام ومع تزايد الصراعات الطائفيه والخلافات الحزبيه ومع تعدد وسائل الاعلام والتي اصبحت في متناول الجميع  ان كل فرد يقدر ان يكتب مايريد سوى مدح او قدح في حق اشخاص او هيئات او مؤسسات او جهات معينه منطلقين في كتاباتهم عن نتائج انفعالاتهم العاطفية او مواقفهم السياسيه وقد يصل وصف من يختلف معهم الى اعلى درجات الشتم والذم حتى يجرد من اختلفوا معهم من وطنيتهم ويجعلوهم في نظر الاخرين خونة وعملاء لوطنهم ويسلبوهم كل عمل او جهد جميل صنعوه في تاريخهم تجاه وطنهم .

وكذلك العكس يحصل في وصف من يرضوا عنهم بغض النظر عن تاريخهم ومواقفهم الوطنية  السلبية  ونجدهم يبالغوا في مدحهم وتلميعهم والاشاده بمواقفهم الشخصية الهزيلة ويجعلوهم في نظر المتتبع لكتاباتهم ووسائلهم  الاعلاميه وطنين بل هم الوطن بأكمله . لقد جعلوا من الوطنية اشبه بوسام  يقلدوه لمن يشاءوا  ويخلعوه ممن يشاءوا  متناسين ان الوطنيه هي تلك المواقف الشجاعة والصادقة من الرجال الاوفياء التي خلدوها بإعمالهم وحبهم وتضحيتهم لوطنهم بكل غالي ونفيس ولا يحق لأي كائن كان سلبهم  مواقفهم  التي سجلها التاريخ لهم وشهد  بها لهم مهما وصل الاختلاف معهم وبالمقابل لايحق لأحد ان يقلد الاخرين اويصنع لهم تاريخ مزيف او مواقف وطنيه غير صحيحة بمجرد حبه لهم او مصلحة دنيويه او حزبيه تجمعهم .

ولا يحق لأي جهة او جماعة اوحزب او حركة ان تكون وصيا على الوطن فالوطن ملك الجميع والوطنية ليست صكوكا نوزعها كيف نشاء ولمن نشاء حسب رغباتنا الحزبيه والذاتية والوطن قاسم مشترك نلتقي علية جميعنا بغض النظر عن انتماءاتنا السياسيه وشرائحنا الاجتماعية .