رباعية للشاعر/ بديوي بن جبران الوقداني



رباعية للشاعر/ بديوي بن جبران الوقداني


أول استبداي باسمك ياحنون .. يا كريم ما تخالفك الظنون
امرك المحفوظ في كاف ونون .. ونت لي في كل مغوايه دليل
...
هيج اشواقي حمام في الغصون .. بات ساجع في بديعات الفنون
بين تغريد وترجيع وترجيعن بهون .. ما درى اني فالهوى مثله عليل
...
يا حمام الدوح هيجت الغرام .. ما سبب نوحك ومالك من مرام
اعطني عهدك وخذ مني ذمام .. بيعني شوقي وخذ شوقي بديل
...
إن في قلبي جروح ما تطيب .. ما بدت حتى يداويها الطبيب
من هواجس جات من فرقا الحبيب .. باح مكنوني وصبري مستحيل
...
كلما هب الصبا قلبي صبا .. من غزال في الحما فاق الظبا
ظبي جازي يرتعي نبت الرباء .. يسلب العشاق بالطرف الكحيل
...
مال عني بالتجافي والصدود .. ما بقي غير الحسايف والوجود
كم رعيت النجم والعالم رقود .. والمحاجر دمعها الصافي يسيل
...
زارني طيفه كما طيف النسيم .. جدد الاشواق العهد القديم
ونثنى في داجي الليل البهيم .. قلت زدني قال يكفيك القليل
...
آه من هم شوى قلبي بنار .. وان طلبت الصبر ما ألقاله قرار
كيف ابا أصبر والحشاء للهم دار .. صار مالكها وانا عنده نزيل
...
قمت مما همني عند الهجوع .. يوم كل نام ولعت الشموع
والهاجس جاتني تمشي جموع .. مثل ورد النحل في وادي طفيل
...
أو كما سيل تزايد في من مضيق .. يقلع الحيطان والسد الوثيق
يأخذ الأشجار ويسد الطريق .. زاد عن حده وضاق ابه المسيل
...
طار نومي يوم نامت كل عين .. بت أساهر مع نجوم الفرقدين
من هواجس من جفا من جور دين .. ما بقي الا البعد عنها والرحيل
...
صوب ارض الشام أو ارض العراق .. جعل يوم فيه ينحل الوثاق
كم نقاسى والقساء مر المذاق .. ربما نلقى عن المنزل بديل
...
دع بلاد الذل ورحل يا لبيب .. اغترب فالكل بالدنيا غريب
القضاء مكتوب والداعي نصيب .. اركب الأخطار والهول المهيل
...
وان جفتك الدار أو مال الزمان .. لا تعيش بدار ذل أو هوان
لو يظلي نبتها من زعفران .. صاحب الآداب وجعلها دليل
...
شد عن ارض الأعادي والحسود .. وطلب العليا وبالغ بالجهود
لو يكون العز في غاب الأسود .. خير من دار تعيشبها ذليل
...
كل من رام العلا يرقا لها .. سلم الأخطار في أهوالها
من تراخى عزمه ما نالها .. دونها ما يقصر الباع الطويل
...
اقطع البيدا على عوج النضا .. لو يكون تمشي على جمر الغضا
ما يفوت العمر قدام القضا .. دين عندك لين ياتيك العميل
...
عاشر الأحرار من أهل الرتب .. تستفيد العقل منهم والادب
حيث هم أهل المروة والنسب .. وترك الأسفال ما منهم حصيل
...
سل عن الجيران قدام النزول .. وان سمعت الناس تهرج لا تقول
تكتسي ثوب المعزة والقبول .. والخلايق يذكرونك بالجميل
...
كم كلام راح من نقله نفوس .. وأنت ما تأخذ على نقله فلوس
لا تفتش كل حب فيه سوس .. كم تخوض الناس في قال وقيل
...
صون عرضك عن ملاغاة السفيه .. وترك الكذبان سودان الوجيه
من حكى عنهم يعود الكذب فيه .. كيف تأخذ هرج من باير هبيل
...
اترك البيت ألردي وانص الرجال .. خذ عريب البيت من عم وخال
يوم تنظر في ولدها كالهلال .. وأن مشى بالدرب ما يغوي الدليل
...
خذ عزيز البز من زين القماش .. والردى لو كان يعطونك بلاش
ما يفيدك كيف تأخذ شي ماش .. بيعة المغبون منها يستقيل
...
دور الطيب ولو غلي الثمن .. لو يكون القصد في صنعا اليمن
لا يغرك صقله الوجه الحسن .. ابذل المجهود بالمال الجزيل
...
الذهب ما يخلطونه بالنحاس .. غير معض الناس ما عنده قياس
خذ نصايح ما حواها أبو نواس .. مثل نظم الدر و اللولو الأصيل
...
وان ملكت المال لا تغدي شحوح .. اطعم الجيعان وكسي كل روح
الدبش والمال لابده يروح .. والثنا والمجد جيل بعد جيل
...
هم روحك وعتنم عصر الشباب .. إن للأيام ميل وانقلاب
ونت فيها تنطوي طي الكتاب .. لا تغرك صحة العمر الطويل
...
اترك الدنيا ليا جاتك ضحوك .. لا تغرك بالملاعب والشكوك
كم غرق فيها وكم غرت ملوك .. ضحكها غرار مسرع ما تميل
...
العدو لا تامنه لو بعد حين .. لو حلف بالبيت والركن اليمين
الحقد والبغض في قلبه دفين .. وان ضحك بالوجه قلبه لك غليل
...
خل عنك الكبر فالله الكبير .. لا تحاقر عاجز وإلا فقير
واعلم أن الأمر لله الخبير .. يقصم الجبار ويعز الذليل
...
كم فقير مات قدام الممات .. موت بعض الناس خير من الحيات
إن بكن أو ما بكن النايحات .. ألبكا خسران في بعض الهزيل
...
وألف صلوا ما سجع بالاشتراك .. ساجع ألجمري على غصن الأراك
في رياض علها نو السماك .. كل يوم الركب له فيها مجيل
...
تبلغ المختار والصحب النجوم .. ما سعا أو طاف بالبيت القدوم
والمصاحف والمكاتب والعلوم .. والحصا والرمل ميل بعد ميل


من هو شاعر الحكم بديوي الوقداني العتيبي

نبذة عن الشاعر:

بديوي بن جبران الوقداني::اذا كان للشجاعة والفروسية شعراءها فإن للحكمة والموعظة والأمثال شاعرها الأوحد ومبدعها الأول اعترفت له مجالس الشعر ودواوينه في داخل الجزيرة وخارجها بانه فارس الكلمة ومبدع الحكمة ، كتب أشعاره في العامية والفصحى ووصلنا منها الكثير وسقط منها الكثير.

اطلع ( طه حسين ) على أشعاره وهو يبحث عن الموروث الأدبي في العصر الحديث في منطقة الحجاز وعندما قرأ بعض قصائده قال : ( لو أن هذه الشاعر البدوي الأصيل كتب أشعاره بالفصحى لنسي الناس المتنبي ).

وقال عنه الشاعر الكبير ( حسين سرحان ) رحمه الله بأنه شاعر الحكمة ومتنبي الشعر الشعبي.

يمتاز شعره بالحكمة والصدق وعدم التعصب لفكر او عنصر معين يخرج شعره من قلبه كما يخرج الماء العذب الصافي لا يكدره تكلف أو فخر زائف أو فجور في غزله كلماته سهلة ليس بها صعوبة

أو غرابة ، في اسلوبه نعومة وفي كلماته رشاقة وعذوبة وان من شعره لحكمة وسحرا .

ورد في كتاب ( نزهة الفكر فيما مضى من الحوادث والعبر ) لأحمد الحضراوي الهـاشمي الذي التقى ببديوي وتعرف عليه عن قرب وكتب عنه مـا نصه :

اسمه : ( بديوي بن جبران بن جبر بن هنيدي بن جبـر بن صـالح بن محمد بن مسفر الوقداني السعدي – نسبة إلى بني سعـد – العتيبي ) وعتيبـة بطن من هوازن القبيلة المشهورة ، نزيل الطائف المأنوس ، ولد بوادي النمـل وهو محـل على فرسخ من الطائف سنة 1244هـ ( 1829م ) وتربى به ثم سكن الطائف لتحصيل العلم والمعاش ، وكانت له قريحة بالعربية ثم نظـم القريـض ولقّب بـشـاعر الحجاز ، فهــو شاعـر لطيف ومغـوار طريف . تخضع لشعره بلابل الأغصان وتنصت لغزله مسامع كل إنسان ، اجتمعت بحضـرته بالطائف المأنوس سنة 1287هـ وقبل هذه السنة لنا معه اجتماعات كثيرة ومحاضرات لطيفة .توفي بديوي الوقداني في الطائف عام1296هـ - 1853موعمره اثنان وخمسون عاما حسب ما ورد في بعض المصادر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مساجلة شعريه بين الامام أحمد بن يحيى حميد الدين والشيخ علي ناصر القردعي

على شاطي الـوادي نظـرت حمامـة الشاعر/ يزيد بن معاوية

حبوب حبوب لاتغضـــــــب الشاعر / احمد عبدربه العواضي