عندما يتحول الاعلام والصحافة - الى لقافة

بقلم /عبدربه هشله ناصر

في الماضي القريب كان الاعلاميون ورجال الصحافة في بلادنا يشكلوا اعداد محدودة جدا من المجتمع وكانت ما تكتبه اقلامهم من مقالات صحفية في المجلات والصحف او برامج إعلامية تنشر وتذاع في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة مواضيع ذات قيمة تستحق القراءة والمتابعة وتلاقي اعجاب الجميع بل ينتظر المتابعون حلقاتها القادمة الأخرى بشغف كبير لانها تحوي مادة ذات قيمة علمية او أدبية او تاريخية او مقال او موضوع صحفي يتحدث عن معاناة فئة او شريحة من المجتمع يشعر افرادها بكل اعجاب بان ذلك الكاتب يتحدث بلسان حالهم .
صحيح كانت هناك بعض القيود السياسية او القانونية على الصحافة والاعلام والنشر ولكن كان هناك حيزا من الحرية وحفظ لحقوق الاخرين والمؤسسات المجتمعية او الشخصيات اعتبارية او حقوق شخصية للأفراد بل كان لابد من مراعاة المصداقية وعدم تزييف الحقائق .
و كان من الصعب إجازة ذلك الموضوع او المقال الصحفي ونشره في الصحافة او قنوات الاعلام الا بعد اجازته لغويا وتحري مصداقيته وعدم المساس بحقوق الاخرين او التجني عليهم .
ولكن للأسف بعد التطور التكنلوجي والثورة الالكترونية وظهور مواقع التواصل الاجتماعي وزيادة عددها وصلت الأمور الى مستوى مأساوي وأصبحت المادة الإعلامية او المقال الصحفي غير ذات قيمة اوفائدة تذكر .. الا البعض من اولئك الصحفيون والاعلاميون الذين لازالوا يحترموا مهنئتهم ويبحثوا عن الحقيقة ويتحدثوا بصدق عن معاناة الناس .
واصبحت تقاس شهرة الاعلاميون بعدد المعجبون والمتابعون لصفحاتهم ومايكتبه من تشويه وقدح في حق خصومه السياسيون او الحزبيون الذي يختلف معهم دون مراعاة لمصداقية الخبر وحقيقة او مراعاة لشعور الاخرين واحترام حقوقهم الشخصية او الخوف من اي رادع ديني او قانوني بل يستمر في تكرار اخباره ومواضيعه الكاذبة دون ادنى خجل وجعلوا من مهنة الاعلام والصحافة مهنة مبتذلة عند الاخرين وغير ذات قيمة عند المتابعين بغض النظر عن حجم واعداد الاعجاب بل وجعلوا من الكذب والاثارة وسيلة للشهرة .
نامل ان يعاد لتلك المهنة قيمتها التي تستحقها وان تلعب النقابات الصحفية والاعلامية ووزارة الاعلام دورا في ذلك وان تراعي قيمة المادة الاعلامية ومصداقيتها وحقوق المؤسسات والهيئات والحقوق الشخصية للافراد والشخصيات الاعتبارية وفقا والقوانين واللوائح المنظمة لذلك .
فالصحافة والاعلام مهنة النبلاء والشجعان والباحثون عن الحقيقة والصادقين مع الله سبحانه وتعالى ومع وطنهم وشعبهم وليس غير ذلك .
1/10/2022
عدن الغد
مقال لـ: عبدربة هشلة ناصر
عندما يتحول الاعلام والصحافة - الى لقافة
اشترك الان في قناتنا على تليجرام وكن مع الحدث اولا بأول https://t.me/adenalghad_news
ref: 4307429

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مساجلة شعريه بين الامام أحمد بن يحيى حميد الدين والشيخ علي ناصر القردعي

على شاطي الـوادي نظـرت حمامـة الشاعر/ يزيد بن معاوية

حبوب حبوب لاتغضـــــــب الشاعر / احمد عبدربه العواضي